“باب الحارة” لم يأتِ مخيّباً للآمال لأنّ الآمال لم تعقد عليه أصلاً!

“باب الحارة” لم يأتِ مخيّباً للآمال لأنّ الآمال لم تعقد عليه أصلاً!

'باب الحارة' لم يأتِ مخيّباً للآمال لأنّ الآمال لم تعقد عليه أصلاً!

“الغايب شو جايب؟”، كانت هذه الجملة التّرويجيّة للجزء السّادس من “باب الحارة”. ومع عرض أولى حلقاته، تبيّن أنّ الغائب لم يجلب ما يستحقّ كلّ هذا الانتظار، وإنّما الجزء الجديد تمّ إنتاجه على أساس تجاريّ بحت، كما بات معروفاً لدى الجميع..
خطأ كبير وقع فيه مخرج العمل عزّام فوق العادة عندما لم يضع أي مبرّر درامي لغياب شخصيّات كانت موجودة وفاعلة في الأجزاء السّابقة، ممّا أفقد العمل خصوصيّته، ليبدو هجيناً، فاختفت بعض الشّخصيّات فجأة من دون ذكر السّبب، ومن دون حتّى وضع أي مبرّر درامي، فيما دخلت شخصيّات جديدة على خط “باب الحارة”.
ولعلّ أبرز الغائبين حلاق الحارة “أبو خاطر” الذّي جسّد دوره الفنّان الرّاحل سليم كلاس على مدار الأجزاء السّابقة. كذلك غيّب الموت “أبو بشير” فرّان الحارة”، وكذلك غاب “بائع الخضار” أبو مرزوق”، من دون أيّ مبرّر واضح. وفي الوقت نفسه، غابت شخصيّة “زهرة” التي لعبتها ديمة الجندي، ولم تخفِ ديمة في تصريح سابق ل “سيدتي نت” استغرابها من حذف الشّخصيّة من العمل فجأة. ومن أبرز الغائبين من دون مبرّر أيضاً “بائع البليلة” في الحارة “أبو غالب” الذي برع في تجسيده الفنّان نزار أبو حجر.
وفي مقابل غياب شخصيّات كثيرة عن العمل، تظهر شخصيّات بأدوار جديدة، من أبرزها: شخصيّة “أبو ظافر” التي تمّ اختيار أيمن زيدان ليلعبها لأسباب لعلّ أبرزها تسويقيّة، مراهنين على اسمه الكبير. ويبدو أنّ اسم زيدان أصبح مطروحاً في دراما البيئة الشّاميّة بعد أن كان يتجنّبها لسنوات طويلة. ولكن إطلالته غير موفّقة أو عاديّة جداً في “باب الحارة”، مقارنةً مع أدواره في مسلسلاته القديمة. فالمتابع لأعمال أيمن زيدان يعرف قيمة الشّخصيات التي قدّمها خلال مسيرته الفنيّة الحافلة، سواء بشخصيّة “مفيد الوحش” التي حملت الوجع إلى أقصاه.. أو حتّى شخصيّته في “يوميّات مدير عام” التي برع في أدائها على المستوى الكوميدي، لا سيّما في الجزء الأوّل من العمل.
أمّا الفنّان سليم صبري فبدا دخيلاً حقّاً على “باب الحارة”، بعد أن أخذ دور “أبو حاتم” الذي جسّده الرّاحل وفيق الزّعيم على مدار خمسة أجزاء، التصقت خلالها الشّخصية به إلى حد كبير، وبدا صعباً على المشاهد تقبّل ممثّل جديد يقوم بدور “أبو حاتم” صاحب القهوة الشّعبيّة.
وبالعودة إلى الشخصيّات الرئيسيّة في العمل، والتي استمرّت في الجزء الجديد، تبرز شخصيّة “العكيد معتز”. وفي هذا الجزء، يبدو الجميع وكأنّهم يتمنّون رضاه، بعد أن تقمّص وائل شرف دور “العكيد” إلى أقصاه، وكأنّ لا زعيم سواه. ولم تخلُ تعابير وجهه من ملامح العبوس والاستنفار الدّائم. أمّا شقيقه “عصام” فيظهر وكأنّه “سي السّيد” الذي تتمنّى زوجاته الثلاث رضاه، فيتنافسن على قلبه. ولكن شخصيّة “سي السّيد” هذه لا تليق به، لا سيّما أنّ تعدّد الزّوجات ضمن هذه العائلة أخذ منحى كوميدياً نوعاً ما.

m2pack.biz