«ذكريات وحنين» معرض عراقي في الاندى الأمين يستعيد اللحظات الهاربة من الزمن في عمان

«ذكريات وحنين» معرض عراقي في الاندى.. الأمين يستعيد اللحظات الهاربة من الزمن في عمان

«ذكريات وحنين» معرض عراقي في الاندى.. الأمين يستعيد اللحظات الهاربة من الزمن في عمان

عمان «القدس العربي»: يقيم الفنان العراقي قحطان الأمين معرضه «ذكريات وحنين» في غاليري دار الأندى في العاصمة الأردنية عمان، ويستمر المعرض حتى الثامن من نيسان/إبريل المقبل.
ويؤمن الفنان العراقي الأمين، المقيم حاليا في كندا، أن العمل الفني لديه هو فضاء مفتوح يشتغل فيه بالكيفية التي تعطيه مجالاً حراً في تركيبه، معتمداً في ذلك على المعطيات التي يوفرها له مجال الميديا الحديث، في سهولة تفكيك الأثر وإعادة إنتاجه وتشكيله وفق صياغات متعددة.
وفي تعريف للناقد والفنان العراقي كريم رسن عن أعمال زميله الامين، وصفها بأنها «الصورة بين الحاضر والماضي» فالأمين وهو يمشي في الشارع متنقلاً من مكان إلى آخر، لا يخفي ولعه بل هوسهِ أحياناً لاصطياد لحظةٍ هاربة وهو يحمل كاميرته أو هاتفه النقال كجهاز للتصوير. مارة عابرون.. مقاطع من شوارع.. إشارات مرور وإعلانات أو بقايا منها، وغير ذلك الكثير مما يشغل اهتماماته اليومية المتعلقة بمشاريعه الفنية التي يعمل عليها.
وحين يعود إلى مشغله بعد هذا المشوار أو ذاك، يبدأ باستحضار التقنيات التي تدرب عليها في وقت سابق كمصمم گرافيكي ومصور ورسام في آن.
«الصورة أو المشهد» برأي رسن هو الذي يحسم الأمر في كيفية التعاطي معه وتهيئته بشكله النهائي كعمل فني له خواصه، وبالتالي تكون النتيجة لصالح العمل كوحدة واحدة وفق كل المهارات والاستحضارات المهنية والرؤيوية التي تمرّس عليها. إن عالم الميديا بشكلٍ عام وما رافقه من تحولات وتطورات وفر عليه جهداً كبيراً للتعاطي مع العديد من المواضيع التي تحتاج إلى جهد مكثف وأيضاً الكثير من الوقت وباختزلات كبيرة.
وبما أنه باحث مجتهد في مجال الصورة كأثر إنساني، فهو يستعيرها من أرشيفها كوثيقة، أو إنها جزء من موجودات شخصية وأخرى تؤثث المكان كديكور، تشير إلى زمنٍ ما أو توثق حدثا ما، أو إنها بقايا من ذكرى عزيزة قد تكون شخصية أو جمعية. هو لا ينتهي إلى استعارة تلك الصور كمادة فقط، أو عدم التدخل في إنشائها وتصميمها كصور تشير إلى لحظة من الزمن قد تعني له الكثير، هو يعيد إنتاجها وتوثيقها وتأهيلها، وأحياناً كثيرة تفكيكها وفق صياغات متعددة وبرؤية بصرية مُحدثة لفنان يسعى إلى أن يقدم شيئا مختلفا.
ويتابع رسن حديثه: «قحطان الأمين يحاول استعادة لحظات هاربة من الزمن أو متلاشية، لحظات تذكره بماض سعيد عاش بعضا من هناءتهِ، وأيضاً يحاول محاكاته ومناجاته من خلال أعماله التي تجمع بين الفوتوغراف وأعمال الدجيتال التي تشير إلى ذلك بشكلٍ واضح. قد تكون تلك الاستعادات والاستعارات تعيد إلى مخيلته صورة المدينة التي عاش فيها، ناس… شوارع… وأماكن عاش بعضا من طفولته وشبابه فيها، يحتفظ لها بذكرى عطرة لا يريدها أن تتسرب أو تتلاشى. كذلك استعادة صورة لوطن كان قد عاش فيه سنين شبابه وغادره مهاجراً على أقل تقدير بعد كل هذه السنين».
وعن حضور الإنسان في أعمال الأمين، يبين رسن: « في الكثير من أعماله نشاهد أن الإنسان حاضر وهو المحور أيضا. أشخاص يتوسطون كادر الصور في وقفات خاصة بأزيائهم الفلكلورية، وأخرون باللباس التقليدي في وقفات ثابته أمام خلفيات جدرانية وأخرى معدة لغرض الصورة، تزين بعضها كتابات لاهية ورموز شعبية ذات دلالات طلسمية قد أُفرغت من محتواها السحري، يستخدمها الفنان هنا كوحدات زخرفية تجميلية، أو لربما كتعوذية لدرء مخاطر من نوع ما تهدد اصحاب تلك الصور والزمن الذين هم جزء منه ليبقى متجذرا في مخيلة الفنان الاجتماعية.
ويختتم رسن حديثه بالإشارة إلى الصور المركبة في أعمال الأمين من عدة مقاطع يتداخل بعضها في الآخر، وأحياناً أخرى تتلاشى أجزاء منها بتقنيات مواربة، وفي بعض الأحيان تتجاور وتتحاور لتعلمنا أن تلك الحوارات هي غير ما هي عليه الآن، زمن أصبح من المستحيل استعادته أو استعادة موجودات لها دلالاتها الإنسانية والاجتماعية، لأن بعضها قد تلاشى والآخر منها لا يزال تحت رحمة العصف اليومي والمتغيرات السياسية والاجتماعية وأصبح من الصعب استعادته، سوى أنه قد تجذر في ذاكرة الفنان ذاته.»
آية الخوالدة

m2pack.biz