آخر قلاع النبلاء

تصوير: فوزي مصرللي

كان يومًا مركزًا لتفريخ الوزراء، ومنتدى حيكت فيه المؤامرات السياسية، ولعب دور البطولة قبيل ثورة يوليو، إنه النادي الدبلوماسي المصري «كلوب محمد علي»، الذي يقف شاهدًا على تاريخ الدبلوماسية المصرية، في أحد تقاطعات ميدان طلعت حرب، فاصلًا بين القاهرة الخديوية، وميدان التحرير حيث القاهرة المعاصرة المزدحمة، السريعة والمتلاحقة.

أنشئ النادي عام 1895 في الأصل ليكون ناديًا بقلب المدينة مخصصًا للباشوات وذوي الثقافة الأجنبية ونبلاء المصريين، على يد المهندس الفرنسي ألكسندر مارسيل، كرد من الملكية على تغطرس البريطانيين المحتلين لنادي الجزيرة. وشيد النادي على طراز النيو باروك الفرنسي، على مساحة 900 متر، ومنذ ذلك التاريخ أصبح النادي في قلب السياسة والدبلوماسية المصرية حيث فيه حيكت المؤامرات وعقدت الصفقات السياسية واختير من أعضائه الوزراء.

جمع المال لإنشاء النادي عن طريق إنشاء شركة مساهمة رأسمالها 14 ألف جنيه بمعدل 200 جنيه مصري لكل عضو، وتولى الأمير أحمد فؤاد رئاسته. وظل النادي ملتقى للباشوات والأمراء والنبلاء، حتى قامت ثورة يوليو، التي قامت بتأميمه وأصبح تابعًا لمجلس قيادة الثورة، وتم ضمه بعد مفاوضات لوزارة الخارجية المصرية، وتغير اسمه لنادي التحرير عام 1954، ثم النادي الدبلوماسي المصري عام 1982.

وكغيره من المباني الأثرية ذات الطراز المعماري الفخم، احتاج النادي لترميمات كان أبرزها عام 2006، حين أشرف فريق من وزارة الخارجية على عمليات تجديد واسعة به.

ولا تأتي شهرة النادي الدبلوماسي من فخامة طرازه المعماري وتصميمه الداخلي فقط، لكن من مطبخه أيضًا والذي أشرف عليه طهاة فرنسيون وإيطاليون، ومكتبته المكدسة وحجرة البلياردو الكلاسيكية.