آلية عمل الغواصات
ذكرنا في الفقرة السابقة أن الغواصة كما تغوص تحت سطح الماء، فإنها أيضًا تطفو على السطح كالسفن العملاقة، فالسفينة تطفو وفق مبدأ الطفو المعروف عند الفيزيائيين بدافعة أرخميدس، والذي نص على أن ثمة إزاحة يتولد عنها قوة معاكسة لقوة الجاذبية، أما الغواصات فإن فكرتها معاكسة لدافعة أرخميدس، وتتحكم بشكل مضاد لشدة الطفو؛ وذلك بسبب وجود صهاريج وخزانات تُملأ بالماء والهواء على جوانبها، فعند وجودها على السطح تُملأ هذه الصهاريج بالهواء، مما يؤدي إلى خفض كثافتها التي ستكون حتمًا أقل من كثافة الماء، وفي حال أراد طاقمها الغوص تفتح مخارج الهواء، فيخرج الهواء ويدخل مكانه الماء، مما يرفع من كثافتها لتصبح أعلى من كثافة الماء، فتنزل تدريجيًا تحت سطح الماء، وللتحكم في زوايا الغوص أو الصعود للسطح وأمكانها توجد فيها أجنحة تُسمى الزلاقات، فعندما تكون وضعية الزلاقات مائلة للخلف ومع ضغط الماء تتجه الغواصة للأسفل، أما فيما يتعلق بالحفاظ على مستوى الغوص المطلوب وعمقه، فإن طاقمها يتحكم في كمية الماء والهواء التي بداخل الصهاريج، وعند الاستقرار في عمق ما فإن كثافة الغواصة وكثافة المياه المحيطة بها ستكون متساوية وبالتزامن مع وضعية أفقية للزلاقات، أما التحكم بها للغوص إلى اليمين أو اليسار فيكون ذلك بما يُسمى دفات الذيل، بالإضافة لمحركات دفع إضافية يمكنها الدوران ل 360 درجة، وأخيرًا تصعد الغواصات للأعلى إذا أُفرغ الهواء المضغوط في الصهاريج، فتقل كثافتها، وبمساعدة الزلاقات للأمام وضغط الماء تميل للأعلى. [٢]