أثاثٌ مُهترئ / رأفت آمنة جمال
باردٌ مقبضُ البابِ، والاسطوانةُ الّتي خَدَشْنا حياءَها، تُردّد : ” أنا وانتَ ظَلَمْنا الحُب/ بإيدينا ” لم أعلِّقْ لوحةً على الحائطِ ! فلقد تَعِبْتُكِ، والتّفاصيلَ الغبيّة ولا ناسَ هُنا يُقاسمونني قوتَ الغيابِ لأعلّقَ: “قُل أعوذُ بربِّ النّاس “! وَحدَهُ ظلّكِ المُرتبكُ لا يَزالُ عالقًا في المكانِ ذاتِه/ ولا يَزالُ البابُ يئنُّ بحَذَرٍ، فَوقَ رُخامٍ، ألقيتِ بظلِّكِ فَوقَه/ ولَمْ أعثُرْ على جَسَدِكِ الّذي لا يَزالُ هُناكَ.. خَلفَ جَسَدي يَتَشَبَّثُ بكَتِفَيْنِ مُنصاعَيْنِ لأنامِلَ تَحتَرفُ التَّطفلَ على الأماكنِ الباردَة ! * أينكِ الآنَ منّي؟ من عاطفتي المٌنهكةِ كقطع غياراتٍ مُستهلكةٍ ! مِنْ ذاكرة،ٍ يركُلُها حاضرُنا العَصَبيّ * تفضحُكِ كُتُبي الملقاةُ تحتَ السّريرِ/ وفَوقَ مغسلَةِ الحَمّامِ، أكثر منْ قطعِ ملابِسِكِ الهاربَةِ، منْ لَهفتي الذّكوريّة .. يُغريني شعرُكِ المُتساقطُ على الأرضِ في صالونٍ للحِلاقةِ، أكثر منْ تسريحتِكِ الجَديدة * أحسُّكِ بأضواءِ المَركَباتِ المُسرعةِ / في الخارجِ تتخبّط بحائط حجرتي /سريعًا، أحسّكِ.. بنداءاتِ الباعةِ المتجوّلينَ في الصّباحِ .، بأوصافِ فاكِهَتِهِم/ الطّازجَة، بصورةِ أمّي، وهي تعاتبُني.. لتأخّري في السّهرةِ أحسّكِ.. بمواء قطّةٍ حزينٍ بالقُربِ من دَرَجِ السُّلَّمِ بستائرَ، لطالما تخفّتْ خلفَ بعضِها / تُراقبُنا .. فيفضحها فُضولُ الرّيح ! بهَينماتِ جاراتي، يقتسمن نميمةَ الصّباحِ عبرَ الشُّرفاتِ .. بسُعالِ المارّين مِنْ تَحتِ نافذتي / فارّين من المطرِ . بتَمْتَمَةِ عقارب ساعةٍ / أضاعَتْ وقتها في الانتظار ! أحسّكِ في كُلِّ شيءٍ يحيطُني وأحسُّني شيئًا مُهملًا في الحديقةِ يتناوَبُ عليهِ بُرازُ الحيواناتِ ولَسَعاتُ المَطَر، والغُبارْ وألمحُ وَجهَكِ يهبطُ من عَتمٍ يرقدُ على حافّةِ الشّبّاكِ أدنو مِنهُ، أراقبه بيَقظةِ طِفلٍ يخشى طيرًا، وفي يدِهِ كسرةُ خُبزٍ لإطعامِه