«أحباء الدريس» يحتفون بعودته منتصراً في «معركة اليونيسكو»
< أقام جمع من محبي سفير السعودية السابق لدى «يونيسكو» حفلة حاشدة، أرادوا بها الاحتفاء بالزميل زياد الدريس بعد عودته إلى بلاده بعد أن كان سفيراً لها 10 سنين في منظمة الثقافة والتربية والعلوم الدولية، في مناسبة حملت طابع التكريم برعاية أمير الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ودعوة وتنظيم أشقاء وأصدقاء زياد، بغية الحفاوة ب«المواطن والأخ والصديق» الذي حاول ترسيخ قدم وطنه في منظمة، شبّه ما يجري في دهاليزها ب«معارك»، فيها المنتصر والمهزوم.وبينما كان الحضور الحاشد الذي أتى من كل الخلفيات الثقافية والعربية والعالمية أمس في حي السفارات بالرياض (قصر الثقافة)، يشاهد فيلماً أنتجه المنظمون مفاجأة للمحتفى به، حمل شهادة رجال الثقافة والإعلام في السعودية والمنظمة آخر محطاته، كان جانب من الحضور مشغولاً بتقليب صفحات «كتيب» صغير كان حلوى المناسبة، يبدو أنه للتو يخرج من المطبعة حمل عنوان «معركة اليونيسكو»، ممهوراً بتوقيع زياد، وإهداء إلى الأديب ورجل الدولة الراحل غازي القصيبي.وبالنسبة إلى السعوديين وكثير من العرب الذين تابعوا الحراك الثقافي والعربي في العقدين الماضيين، فإن الربط صار يزداد وضوحاً بين ثلاثي: يونيسكو وغازي وزياد، أو الرباعي إذا ما أضيفت «المعركة» إلى الثلاثة، ذلك أن الراحل القصيبي كان أول سعودي حدثته ثقته بنفسه بأن يترشح لمنصب رئيس المنظمة المرموقة، إلا أنه لم يحالف العرب حظ فوزه لسبب لا يتعلق بشخص ولا كفاءة المترشح، في «معركة» شهدت الهزيمة الوحيدة للقصيبي كما يقول الدريس في كتابه الجديد، الذي بدا أنه منذ أن غدا سفيراً للسعودية هنالك أخذ على عاتقه أن يرد الاعتبار لمواطنه، ويثأر له وينتصر. فهل أفلح؟في كتاب «معركة يونيسكو» (الذي سينزل في معرض الرياض للكتاب الأسبوع المقبل)، يكشف زياد محاولات عدة للانتصار، مرة بحشد العرب خلف مرشح واحد هو الأديب المصري فاروق حسني ليكون رئيساً للمنظمة، ومرة ثانية بإعادة القصيبي إلى يونيسكو مجدداً، ولكن بوصفه أديباً وشاعراً يحاضر في المنظمة، ليثأر لنفسه مباشرة، وهي المبادرة التي وافق عليها غازي بعد تهيب وحذر، لولا أن زياداً الذي خبر دهاليز المنظمة استطاع إقناعه بالموافقة، لعلمه أنها الوسيلة الوحيدة لإحداث انتصار مدوٍ له وللعرب، وصلوا لرأس المنظمة ذات يوم أو لم يصلوا. أقيمت المحاضرة وحضرها ألف شخص بمقاييس باريس، دفع انبهار القصيبي بحشدهم أن قال إنها «أمسية العمر»، وهو الذي كان نجماً منذ نعومة أظفاره حتى الرحيل.أما ما لم يقله زياد فإنه حتى وإن لم ينجح قومه العرب في معركة إيصال واحد منهم إلى هرم المنظمة حتى الآن، فإن شهادات المقربين إلى «يونيسكو» والرياض بالأمس، ألمحت إلى أن الدريس لم يكن بإنجازاته العربية والسعودية في المنظمة الثقافية، يقل تأثيراً عن أي مرشح عربي أو أجنبي يمكن أن يقود المنظمة في ما مضى.وكانت مواقع تراثية وفنوناً عدة، تمكنت المملكة عبر سفيرها في «يونسكو» زياد الدريس من توثيقها ضمن التراث العالمي، في فترة وجيزة نسبياً، بينها مدائن صالح، والدرعية القديمة، وجدة التاريخية، والرسوم الصخرية في حائل والعرضة النجدية، وتربية الصقور. والمزمار، والقهوة العربية وغيرها.ويبقى الإنجاز الثقافي الأكبر الذي حققه الدريس، هو تأسيس احتفالية اليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام، ناهيك عن القرار السياسي الأخطر، وإن كان ذا طابع ثقافي، بتبني منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» يوم 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2016 قراراً ينفي «وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق، ويعتبرهما تراثاً إسلامياً خالصاً»، فضلاً عن انتخاب فلسطين، عضواً في المنظمة، على رغم أنف قوى كبرى، جاهرت برفضها الشديد.