أراد مساعدة جارته.. ففقد حياته!!
أغلقت المرأة شقّتها وأخذت معها ابنتيها لإيصالهما إلى المدرسة، ولمّا عادت تنبهت إلى أنّها نسيت المفاتيح في الدّاخل، وهذه ليست أوّل مرّة تقفل باب بيتها الواقع في الطّابق الرّابع وتنسى أخذ المفاتيح معها، فهي تكتفي عند خروجها بجذب الباب فيقفل من دون إدارة المفتاح، ولكن عند الدّخول لا بدّ من المفاتيح، في المرّة السّابقة تطوّع شاب من الحي ليتسلّق ويدخل الشقّة من البلكونة والنّافذة المفتوحة ويجلب المفاتيح.
ولكن هذه المرّة تطوّع جار للمرأة واسمه إدريس وعمره 63 عاماً لمساعدة جارته بالمرور من شقّته عبر البلكونة والدّخول من النّافذة المفتوحة إلى شقّة جارته وأثناء مروره فقد توازنه وسقط أرضاً من الطّابق الرّابع ومات في الحال.
هذه الحادثة الدراميّة حصلت في حي بضاحيّة “مونجيرون” (19 كلم جنوبي باريس)، وفق ما أوردته جريدة “الباريزيّان”، وقد انقسم المعلّقون على ما حصل بين مشيد بشجاعة الرّجل وشهامته، وبين من يرى أنّ سنّه رغم قوّة بنيته لم يعد يسمح له بتسلّق الجدران.
والمتوفى ادريس هو مهاجر مغربي متقاعد ويعيش في شقّته بمفرده بعد طلاقه من زوجته، ويقيم في هذا البيت منذ 43 عاماً، وهو رجل حسب شهادة جيرانه خدوم وطيب ومستعدّ دائماً لمدّ يد المساعدة، واللافت أنه سبق وسقط قطّ له من شقّته في الدور الرّابع ولكنّه لم يمت.
يذكر أن الحماية المدنيّة في فرنسا لم تعد تتدخّل عند نسيان المفاتيح في الدّاخل إلا في حالة واحدة عندما تكون المرأة تركت قدراً على النّار في المطبخ، أمّا في الحالات الأخرى فمن نسي مفاتيح داره في الدخل عليه تدبّر أمره والاستعانة بنجّار أو مختصّ في فتح الأبواب المغلقة.