أركان النظام الإقطاعي
اعتمد تطبيق النظام الإقطاعيّ على وجود ثلاثة أركان رئيسيّة خاصة فيه، وتُقسم إلى الآتي:[4]
المجتمع القروي
شَكّل المُجتمع القرويّ الفئات التي عاشت على زراعة الأراضيّ؛ عن طريق الاعتماد على التعاون المُشترك بين الناس، ويُقسم هذا المُجتمع إلى الأقسام الآتية:
الفلاحون: هم الأفراد المُوزعون بين الأحرار والعبيد، وشكّلت غالبيتهم في القرنين التاسع والعاشر للميلاد منطقةً وسطى بين العبيد والأحرار، ومن ثمّ ظهرت جماعة جديدة عُرِفت باسم الأقنان، وفيما يأتي معلومات عن فئات الفلاحين: الأحرار: هم أصحاب أراضٍ ولا يلتزمون بأيّ قيود للإقطاعيين، وشكّلوا نسبة 4% من إجمالي عدد الفلاحين الذين يعملون في زراعة الأراضي في إنجلترا، بينما كانت نسبتهم أكبر في كلٍّ من القسم الجنوبيّ من فرنسا، والقسم الشماليّ من إيطاليا، والقسم الغربيّ من ألمانيا.
العبيد: هم الذين كانوا يعملون في منازل الإقطاعيين ومن ثمّ أصبحوا يعملون في زراعة الأراضيّ، وكان عملهم في البداية مُقتصراً على تقديم الخدمات للمنازل في إنجلترا، ولم تكن لهم أهمية في فرنسا، مقارنةً مع ألمانيا التي شهدت ارتفاعاً في نسبتهم.
الأقنان: هم الأشخاص الذين كانوا أحراراً، ومن ثمّ أُرغِموا نتيجةً لظروفهم المعيشيّة على التضحية في حُرّيتهم.
القرية: هي المنطقة التي عاش فيها الفلاحون في النظام الإقطاعيّ، واستخدمت ثلاثة ألفاظٍ للإشارة إليها، وهي العزبة والضيعة والقرية.
فلاحة الأرض: هي الطريقة المُستخدمة في زراعة الأراضيّ، وتمّ الاعتماد على استخدام نظامين للزراعة الأول يشمل زراعة حقلين، أمّا الثاني فاعتمد على زراعة ثلاثة حقول.
نظام الدومين
اشتُقّت كلمة الدومين من الأصل اللاتينيّ (Dominuis) ومعناه السيد المالك، وأُطلق عليه عدّة مسمّيات وألقاب في أوروبا، مثل السيد والبارون، كما عُرِفت كلمة الدومين بمعنى كافة أملاك الإقطاعيين، ويعتمد نظام الدومين على تقسيم الأراضيّ إلى قسمين؛ حيث ينتفع صاحب الأرض بأحد هذه الأقسام، أمّا القسم الآخر يوزع على الفلاحين مقابل تقديمهم خدمات للإقطاعيين، ومع مرور الوقت ازدادت سلطة الإقطاعيين فأصبحوا حاجزاً يفصل بين الفلاحين في الدومين وحكومات الدول.
النموّ الإقطاعيّ
يُعدّ النموّ الإقطاعي عبارةً عن العصر الذي شهد نموّ وتطور النظام الإقطاعيّ خلال القرنين التاسع والعاشر للميلاد؛ حيث كانت أوروبا الغربيّة متأثرةً بالعديد من الأحداث والاضطرابات السياسيّة والاجتماعيّة، كما يُشار لتلك الفترة بأنّها شكّلت عصراً من الظلام، وعموماً من الممكن تقسيم هذا العصر إلى ثلاثة عصور فرعيّة، وهي:
عصر التمهيد: هو اعتبار النظام الإقطاعيّ ظاهرة حدثت نتيجةً للأحداث والظروف، ومن ثمّ تطورت بالاعتماد على دور مجموعةٍ من الرجال الذين يمتلكون مهام مُتعدّدة.
عصر النموّ: هو العصر الذي شهد حرباً في القرن التاسع للميلاد أدّت إلى تطور النظام الإقطاعيّ.
عصر الكمال: هو العصر الذي شمل القرنين الحادي عشر والثاني عشر للميلاد، وتزامن مع غياب وجود الحكومات ذات الطبيعة المركزيّة في أوروبا الغربيّة، وفي المقابل ازداد تأثير السادة الإقطاعيين الذين حرصوا على تأسيس عائلات إقطاعيّة؛ ممّا ساهم في تطور العصر الإقطاعيّ.