الطاقة الجديدة و المتجددة
أزمة الطاقة فى مصر و الحلول المقترحة ( 1 – 2 )
أ . د . م / حسن حسين التملي
أستاذ هندسة القوي الكهربية – جامعة المنيا
أمين مجلس العلوم الهندسية – أكاديمية البحث
العلمي و التكنولوجيا
تواجه مصر فى حاضرها و مستقبلها نقصا فى مصادر الطاقة التقليدية لذلك فهي تحتاج و بشدة فى الفترة القادمة إلي الدخول و بقوة فى عصر الطاقات المتجددة غير الناضبة و بخاصة و أن مصر تمتلك العديد من المقومات الطبيعية . فلابد أن تستغل الفرصة خاصة بعد ثورة مجيدة فلتجعلها ثورة موازية فى صناعة الكهرباء و الطاقة في مصر . هذا المقال يوضح أنواع الطاقات المتجددة التي تحتاج مصر لوضعها علي جدول أولوياتها فى الفترة القادمة .
تواجه مصر فى حاضرها و مستقبلها نقصا فى مصادر الطاقة التقليدية ، حيث إنه طبقا للدراسات التي أجريت من الجهات المختصة يتضح ما يلي :
- الاحتياطي فى مصر – حسب تقديرات يناير 2006 – من البترول حوالي 3.7 مليار برميل ، و من الغاز الطبيعي حوالي 68.5 تريليون قدم مكعب .
- حصة مصر و حصة الشريك الأجنبي من إنتاج الزيت الخام و المتكثفات و الغاز الطبيعي بدءا من عام 2010 / 2011 لن تفي بتغطية كامل احتياجات مصر ، و عليه فسوف تظهر الحاجة لاستكمالها من السوق العالمية و بأسعار السوق .
- من المتوقع ظهور فجوة يصل حجمها إلي حوالي 12 مليون طن زيت مكافئ عام 2014 / 2015 ، 49 مليون طن زيت مكافئ بحلول عام 2029 / 2030 .
و تجدر الإشارة إلي تناقس إنتاجية الآبار الحالية نظرا للتقادم الزمني الطبيعي ، و أن الاكتشافات الحديثة شملت آبارا صغيرة و متوسطة لا تعوض النقص فى مصادر الطاقة و يواكب ذلك ارتفاع معدىت الاستهلاك ، حيث زاد استهلاك الكهرباء بمعدل حوالي 7 % سنويا خلال الاعوام من 1995 إلي 2006 .
نظرا لدرجة التشيع السكاني القصوي التي وصل إليها الحيز المعمور الحالي فى الوادي و الدلتا فإن الأمر يستوجب توجيه الزيادة السكانية – و التي تقدر بستين مليون نسمة حتي عام 2050 – إلي محاور تنموية جديدة خارج الوادي و الدلتا فى صحراوات مصر و سواحلها ، وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة تعتمد علي الأساليب و التقنيات الحديثة ، وسوف يكون من أولويات البنية الأساسية لهذه المجتمعات إمدادها بالطاقة الكهربية اللازمة .
إن مواجهة الفجوة المشار إليها وحل أزمة الطاقة فى مصر يتمثل فى الآتي :
- الحد من زيادة الاستهلاك :
من المفترض أن تعبر الزيادة فى الاستهلاك عن التنمية الصناعية و الحضارية ، و لكن نظرا لدعم الطاقة ، فإن هناك إهمالا كبيرا من قبل الأفراد و الشركات علي السواء فى الإقلال من مسببات الفقد فى الطاقة ، و هناك هامش كبير لترشيد استخدام الطاقة بحيث توفر احتياجات التنمية بدون زيادة كبيرة فى الاستهلاك .
- رفع احتياطي الطاقة التقليدية المتوفرة :
يمكن تحقيق ذلك عن طريق تحسين كفاءة إستخدام آبار البترول التي تشيخ مع الزمن بواسطة إدخال نظم هندسة الخزانات ( أو الآبار ) بالإضافة لاستخدام التكنولوجيا لزيادة فرص اكتشاف آبار جديدة .
- استغلال مصادر الطاقة الجديدة و المتجددة :
الطاقات الجديدة تشمل الطاقة النووية ، التي بنبغي دراستها و النظر بجدية في استخدامها ليس فقط للاقلال من الفجوة المنتظرة فى الطاقة و لكن أيضا لأسباب إستراتيجية ، كما تشمل الطاقة الشمسية و طاقة الرياح .
و طبقا للمنشور في ” Solar Atlas for Egypt ” الصادر من NREA AND USAID عام 1991 فإن لدي مصر رصيدا كبيرا من الطاقة المتجددة يجب توجيه الأبحاث لاستغلالها بصورة اقتصادية ، فالطاقة الشمسية الساقطة علي صحراء مصر – علي سبيل المثال – تكفي لتغطية استهلاك العالم من الكهرباء بافتراض كفاءة تحويل 10 % و لكن العائق الوحيد وراء ذلك هو ارتفاع تكلفة وحدة الإنتاج ( ك . و . س ) المنتجة من الطاقة الشمسية مقارنة بالمصادر التقليدية ، و لكن تكنولوجيا النانو قد حققت مؤخرا انخفاضا كبيرا فى تكلفة توليد الكهرباء من الشمس ، و منه نستنتج أهمية توجيه البحث العلمي فى مصر خاصة لتحسين اقتصاديات الطاقة الشمسية ، أما طاقة الرياح فهي فى ازدياد علي مستوي العالم بمعدل 27 % سنويا خلال السنوات الست الماضية تبعا لإحصائيات المنظمة العالمية لطاقة الرياح ، تخطط مصر لاستخدام طاقة الرياح لتوفير 12 % من احتياجات الكهرباء بحلول عام 2020 ، و هو أمر ممكن نظرا لتوافر أماكن متعددة بها سرعات رياح عالية و بالأخص حول البحر الأحمر ، وهناك أيضا مصادر أخري للطاقة المتجددة ، مثل الوقود الحيوي .
فى ضوء ما تقدم ، فإنه يجب أن ينظر بعين الاعتبار إلي أهمية استغلال الطاقة الجديدة و المتجددة و بصفة خاصة الطاقة الشمسية و طاقة الرياح كمصدر مستديم و نظيف للطاقة لإمداد المجتمعات العمرانية – سواء الحالية أو الجديدة منها أو التي تحت الإنشاء أو المزمع إنشاؤها مستقبلا – بالطاقة الكهربية و الطاقة الحرارية ، و في ذلك حفاظ علي البيئة من التلوث و توفير لمصادر الطاقة التقليدية للأجيال القادمة .