أسباب حدوث فجوة فى القمح فقرة 5 من 9

و تعتبر مصر على قمة الدول المستوردة للقمح في العالم ، و غالبا ما يقوم المستوردين للقمح باستيراد قمح من الدرجة الثانية أو الثالثة لرخص ثمنه (قمح رديء لا تستخدمه الدول المصدرة في غذاء شعوبها) ، و لذا يتم خلط القمح المستورد (ذو مواصفات رديئة) بالقمح المصري عالي الجودة لتحسين مواصفات المستورد على حساب الشعب المصري ذات الاستهلاك المرتفع من الخبز بسبب ارتفاع معدل الفقر و نمط استهلاك الخبز و الإسراف فيه نتيجة لسلوكيات خاطئة في التغذية .

و لقد تحولت الزراعة (في عهود سابقة) إلى كابوس مزعج و عبء ثقيل على الفلاح المصري ، و دفعه إلى هجر أرضه و زراعته طلبا للسلامة ، ليدفع هو و بقية الشعب معه ثمن فاتورة ضرب زراعة المحاصيل الإستراتيجية (وأهمها القمح)…

و في عهد وزير الزراعة الأسبق (الهندس أحمد الليثي) حاول وضع خطة للتوسع الأفقي و الرأسي و ترشيد الفاقد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح ، و تم زراعة 3.1 مليون فدان قمح لأول مرة في الوادي و سيناء و غيرها خلال موسم 2005 / 2006م ، و لكن في 30 / 12 /2005م أعيد تشكيل الوزارة ، و خرج أحمد الليثي و تم إلغاء رغيف العيش ، و نعاني التبعية و العبودية…و لم لا .. فمن لا يملك غذائه لا يملك حريته …، و بعد ثورة 25 يناير 2011م لم يكن الفلاح أوفر حظا ، و بدلا من أن نذلل أمامه الصعاب و نشجعه للعودة إلى الزراعة و الإنتاج ، فإن الفلاح مازال يعانى من الظلم و الإهمال …و اليوم نتحدث عن الفجوة في القمح و التي تحدثنا عنها سنوات و سنوات بدون تحقيق أي نتائج ملموسة لتقليلها…