أسرار المعجزة اليابانية في أسباب وعوامل التطور الياباني 2 من 2

اسرار المعجزة اليابانية فى أسباب وعوامل التطور اليابانى
أسرار المعجزة اليابانية في أسباب وعوامل التطور الياباني 2 من 2

ولا توجد أضرار لمصلحة الفرد ما عدا عدم الاستقرار للنساء العاملات إذ يتم قذفهن إلى الخارج ولا يشعرن بالاستقرار عند زواجهن وانجابهن للأطفال ، وعدا عن هذا فالشركة تؤمن قسطاً كبيراً من حاجيات ومتطلبات العاملين لديها، وتعتبر الشركة بالنسبة للعامل مصدر فخر واعتزاز بالانتماء إليها .

الاعتماد على الكفاءة والمستوى العلمي وليس التوارث أو المحسوبية .

الاعتماد على الأقدمية والسن للتدرج في السلم الوظيفي إلى نهاية الخدمة .

التعاون الوثيق والعلاقة الحميمة بين العمال والمدراء على كافة المستويات ، وتبني مبدأ القرار الجماعي .

التعاون الوثيق بين نقابات العمال ورجال الأعمال وبينهم وبين إدارات الدولة والتصرف العقلاني على أساس أن الأفضلية المطلقة يجب أن تعطى لمصلحة اليابان العليا ودورها على المستوى الدولي .

الاعتماد على مبدأ العامل الشريك في العمل وإشعاره بالاستقرار العام طيلة حياته المهنية بحيث يتحول إلى جزء لا يتجزأ من الشركة أو المؤسسة التي يعمل بها كما مرّ معنا آنفاً.

حل المشاكل العالقة عن طريق التحكيم والمساومة ورفض اللجوء إلى الإضرابات وتعطيل الإنتاج وبالرغم من سلبيات هذا المبدأ على مستوى العامل المعيشي إلا أن نتائج هامة تحققت على هذا المبدأ في مجال تضخيم الإنتاج الياباني وتجميل صورة اليابان كواحدة من أكثر البلدان استقراراً داخلياً ، وإفادة لأصحاب الرساميل الضخمة التي تبحث عن الاستقرار في عالم شديد الاضطراب ، وفي هذا المجال يمكن الإشارة إلى أن وزارة التجارة الخارجية والصناعة اليابانية MITI تقوم بتمويل المشاريع الداخلية والخارجية وتساهم في إقامة التوازن بين الشركات اليابانية وبين القطاع العام والخاص، وفي تمويل المشاريع ذات الأبعاد المستقبلية، وترفض المشاريع ذات الإنتاجية المتدنية، وتعطي الأولوية للسلع ذات الإنتاج التنافسي علي المستوى العالمي خاصة في مجال الإلكترونيات والكمبيوتر..

 

“ومن هنا أيضاً يتأكد لأهل الرأي في الأمم الأخرى أن نجاح اليابان نجاح إنساني ولو توافرت ظروف مشابهة ولا نقول مطابقة لما توفر لليابان وهذا ممكن لأصبحت دول وشعوب أخرى تجاربها ناجحة بنجاح التجربة اليابانية نفسها على الأقل في الإطارين السياسي والصناعي .

وبالنسبة للعالم العربي فللأسف لم يتم الإطلاع بشكل كاف ومطلوب حتى الآن على المعجزة اليابانية وحقيقتها وظروفها وحيثياتها بالرغم من أن اليابان نفسها استفادت من فشل تجربة محمد علي في مصر التحديثية ، ويشير في هذا الصدد الباحث الدكتور مسعود ضاهر إلى ندرة الترجمات العربية للكتب والدراسات اليابانية وأن ما يتم اعتماده موضوعات بعض الصحف والدوريات الأمريكية والأوروبية ، وكذلك بعض الترجمات عن اليابان .

إن اليابانيين يترجمون كل ما يصدر بالعربية عن اليابان ، في حين أن العرب يفتقرون إلى الأبحاث المؤلفة عن اليابان أو الترجمات عن الكتب اليابانية ، والبعض يعزون السبب لصعوبة اتقان اللغة اليابانية ، ولكن هذا لا يعد مبرراً بحد ذاته طالما أن العديد من الباحثين الغربيين يتقنونها بشكل جيد .

ويمكن القول بأن شعباً يمتلك حضارة عريقة كالشعب العربي يحتاج إلى دراسة معمقة لتلك التجارب الرائدة التي تسعى إلى الحفاظ على الذات مع الانفتاح الكامل على روح العصر وحضارته وثورته الإعلامية والمعلوماتية، إن التجربة اليابانية يمكن أن تكون مثالاً يحتذى حول نهضة كانت تفتقد إلى الحد الأدنى الضروري من المواد الخام في بلد ( مساحته محدودة بالنسبة لعدد سكانه ) لكن الإنسان الياباني بإرادته وعلمه وعمله ومثابرته استطاع إنجاح تلك التجربه والمعجزة ( المعجزة اليابانية )

 

m2pack.biz