أشرف جاهانجير سيمناني
من مشاهير الصوفية المسلمين في الهند ، لعب دوراً مؤثراً في تاريخ ولاية البنجال الهندية المسلمة ، ويقال إنه كان أميراً لكنه فضل حياة الزهد على حياة القصور ، هو ( مير سيد أشرف جاها نجير سيمناني ) وتوحي كلمة ( مير ) إلى أنه كان من الأشراف السادة ، ومن سلالة شيوخ لهم قدرهم وعلمهم ومكانتهم ، يرتبط اسم ( أشرف جاها نجير ) بولاية البنجال بشكل خاص حيث قدم إلهيا وأقام فيها ودعا إلى طريقته التي أخذها عن أقطاب وشيوخ قبله أشهرهم ( شيخ نظام الدين أولياء ) ظل يتعلم على يد شيخه لأكثر من ستة أعوام حتى سمح له بالإجازة وأصبح ( خليفة ) وأعطاه الأمر بأن يعود إلى مسقط رأسه لنشر الدعوة .
زار ” أشرف جاها نجير ” عدداً كبيراً من الأماكن في الهند وهو يدعو إلى الإسلام وأسهم في نشره بشكل فعال ، استقر في ( جاو نبور ) وأسس ما يسمى بـ( خانقاه كاشا نشاه شريف ) ، ويقال إنه توفي عام 1405 م ، بعد وفاته اكتشفت أوراق كتبها كانت شديدة الأهمية في التعريف بتاريخ الهند الإسلامي في تلك الحقبة المهمة التي تدور بين القرن الرابع عشر والخامس عشر ، كما تبين ما دار في كواليس السياسة وبلاط القصور .
وتدل وثيقة تركها ” أشرف جاها نجير ” على عظم مكانته ونفوذه وتأثيره كصوفي مسلم معلم ، فقد جاء في الوثيقة أنه خلال حكم ” جانيشا ” قام الشيخ ” نور قطب علم ” وهو من كبار أصحاب الطرق الصوفية في الهند آنذاك بحث السلطان إبراهيم سلطان جاونبور على غزو البنجال لتحرير المملكة الإسلامية من نفوذ ” جانيشا ” وكتب للقطب الصوفي ” أشرف جاها نجير ” الذي كان يعيش في الولاية بحث السلطان على الغزو مستخدماً تأثيره فيه ، فقام ” أشرف ” بدوره بكتابة تلك الرسالة ( الوثيقة ) والتي مازالت موجودة حتى اليوم في أرشيف ( مملكة راجا جانيشا ) والتي تقول : ليتك تنقذ أولاد المسلمين في الولاية من جانيشا ، كما تنقذ بالأخص ( الدراويش ) ، أتباع الطرق الصوفية من نفوذهم ، فإنك تكون قد قمت بعمل جليل ، وقد نفذ السلطان وصية الشيخ ” أشرف جاها نجير ” . . !