أشعار ابن القيم
إذا طَلَعَتْ شمسُ النهارِ فإنَّها … أمَارَة تسْلِيمي عليكمْ فسَلمُوا سلامٌ مِن الرحمَنِ في كلِّ سَاعة … ورَوْحٌ ورَيْحانٌ وفضْلٌ وأنْعُمُ عَلى الصَّحْبِ والإخْوانِ والوِلْدِ والأُلىَ … دَعَوْهم بإحْسَانٍ فجَادُوا وأنْعَمُوا وسائرِ مَن للسُّنَّةِ المَحْضةِ اقتَفى … ومَا زاغ عنها فهو حَقٌّ مُقدَّمُ.
أمَا وَالذِي حَجَّ الْمُحِبُّونَ بَيْتَهُ …وَلبُّوا لهُ عندَ المَهَلِّ وَأحْرَمُوا وقدْ كَشفُوا تِلكَ الرُّؤوسَ توَاضُعًا … لِعِزَّةِ مَن تعْنو الوُجوهُ وتُسلِمُ يُهلُّونَ بالبيداءِ لبيك ربَّنا … لكَ المُلكُ والحَمْدُ الذي أنتَ تَعْلمُ دعاهُمْ فلبَّوْهُ رِضًا ومَحَبَّةً … فلمَّا دَعَوهُ كان أقربَ منهمُ
ترَاهُمْ على الأنضاءِ شُعْثًا رؤوسُهُمْ … وغُبْرًا وهُمْ فيها أسَرُّ وأنْعَمُ وَقدْ فارَقوا الأوطانَ والأهلَ رغبةً … ولم يُثنِهِمْ لذَّاتُهُمْ والتَّنَعُّمُ. فَيَا ساهِياً في غمْرَةِ الجهلِ والهَوَى … صريعَ الأماني عن قَريبٍ ستَنْدَمُ أفِقْ قد دَنا الوقتُ الذي ليْس بَعدَهُ … سِوى جنةِ أو حرِّ نار تضرَّمُ وبالسُّنَّة الغرَّاء كنْ متمسِّكًا … هي العُرْوةُ الوُثقى التي ليْس تُفْصَمُ