أشعار عن الصديق بأنواعه
يقول البحتري في أبيات عن الصديق
كَمْ صَدِيقٍ عرَّفْتُهُ بِصَديقٍ صَارَ أَحْظَى مِنَ الصَّدِيق ِالعتِيقِ
وَرَفِيقٍ رَافَقْتُهُ في طَرِيقٍ صَارَ بَعْدَ الطَّريقِ خَيْرَ رَفِيقِ
يقول الشاعر العراقي صباح الحكيم عن الصديق
وتقلبت أيامنا و تبعثر الحلم الأنيق
وتغير الوقت الذي كنا رسمنا فيه أحلام الطريق
صوراً لأحلامٍ صغيرة
خلف الخيالات البعيدة
في المدى وعلى النجوم
وتناثرت من حبّنا السحريّ أشواق العناق
و طريقنا يمضي نقيا ً رغم أزمنة العناء
فتارة ً نبكيه فقدا ً عند آلام السنين
وتارة نبكي ضياعا ً.. خلف أمواج الحنين
ونغوص في شهد المحبة خالدين
يطير قلبانا بعيدا
لا نرى شيئا سوى ضحكاتنا فوق الشفاه
فتوالت الأيام .. عدنا وحدنا
وتفرقت خطواتنا … وا حسرتاه
فلقد فقدتكَ
وافتقدت الظلّ والحب.. افتقدتك يا صديق
فمضيت أبحث في الظلام
عن حبنا المفقودِ ما بين الزحام
كأنما العصفورُ يبحث في الفضاء
عن عشه الزاهي بأصوات الصغار
كم كانت الأشواق تجمع بيننا… رغم الضباب
رغم المسافات البعيدة و الجدار
ما كان يمنعنا المحال
بل كانت الأرواح تغفو في أكف الأمسيات
والحب قنديلٌ على ثغر المساء
وأنامل النبضات تعزف همسنا
فيطير قلبي من ضلوعي في الغناء
يشدو كأضواء النهار مغردا
كم كنت أخشى لوعة الهجران في ألم السهاد
وأتوه وحدي في الزوال
ويضيع مني القلب ما بين الحنايا، يهتريء
ومضيت أبحث في دفاترنا القديمة
عن همسة الحب اليتيمة
فبكت ورودي وهي تبحث عن شذاك
تاهت – كحُلمي- عن عطورِ الأغنيات
وروعة الذكرى وأنسام الوداد
وحرقة الأوراق من نغم النشيد
أنا لن تضيع محبتي .. لن تنتهي وسط الرياح
ولن تهاجرَ ثورة الأشواق من صدر (الصباح)
سيظلّ حبك في دمي
كالنور يسكن أنجمي
وتظل بعدك يا ودادي
دمعة (الصبح) الحزينة والبكا.. حظي الوحيد
بيني و بينك قد تعاهدنا دوام الوصل و الحب الأصيل
وإذا.. بأول عثرة
صار الخلاف وقد مضى الوجد العريق
ومضى بنا الماضي السحيق