(أشق البرقع.. أرى) لهدى الدغفق2من اصل3
فكان على الكاتبة شقه لتتمكن من الوصول إلى حياتها، أعني أن تكون قادرة عل كتابتها.
وفي هذا الجزء من السيرة تبدأ الكاتبة بسرد حياتها بأسلوب بسيط وشذري، متبعة في ذلك الأسلوب المضموني، وليس أسلوب التدرج التاريخي (الكرونولوجي). فتجاربها الحياتية تسرد وفقًت لمجموعة مختلفة من الموضوعات التي تشكلها، وتشكل ردود أفعال الكاتبة تجاهها. وهذه الموضوعات تشمل موضوعات من مثل: عائلتها، ووالدتها، ورسائلها، ودراستها الجامعية، وشعرها، وعملها، وطالباتها، وأصدقائها.. إلخ.
وانتهاج هذا الأسلوب المضموني ربما يفسر إلى حد ما: بكون الكاتبة شاعرة وليست كاتبة رواية، تمتلك المهارات السردية التي تمكنها من خلق نص سردي متواصل ومتماسك، وهذا هو ما أدركته الكاتبة نفسها في وقت مبكر من حياتها الإبداعية، تقول: (بدايتي كتبتها قصة في العام 1983 نشرت عبر صحيفتي (الجزيرة) و(الرياض)؛ إلا أن كرهي شرد التفاصيل وقناعتي بنقص قدرتي على القص هداني إلى صراط الشعر في سن مبكرة)(21). ويمكن أن نضيف إلى ذلك أن هذا الأسلوب ربما بدا أكثر مناسبة وملاءمة لروح الكاتبة الثائرة، لأن المنهج المضموني المتبع في السرد مكنها من التعبير عن فورات احتجاجها، وثورتها، وبوحها، أو ما تسميه الكاتبة: (شظايا تجربتي)(22).