أصحاب البرميل
(1)
قلتُ له: نحتاج طيورَ أبابيلْ
قال: انقَرضتْ
قلتُ له: وحجارةُ سِجِّيلْ؟
قال: انصهرتْ
قلتُ: وأصحابُ البرميلْ؟!
قال: سينعصِفون.
(2)
في البرميل مآبرُ أشواكِ الحقد النتِن وتوقيعُ نفوسٍ مهترئةْ
فيه مساميرُ بلا رأسٍ، ينشلها الصانعُ من فَكَّيه
وفيه غُبارُ المَتَّة مكتومٌ في أثفالٍ صدئةْ
فيه أيادٍ شَبَحِيَّةُ تركيبٍ، تُستظهَر بالدَّم إذ تبدو سوداءَ
وفيه لأبناء الطغيان رئةْ
في البرميل الساقط مثل رُماتهْ
يحتدُّ الوقتُ بُعيد فَواتِهْ
في البرميل عويلْ
وأقاويلْ
وتفاصيلْ
لا يعرفها إلا من ذاق البرميلْ.
(3)
أصحابُ البرميل اتَّفقوا مع أهل التنزيل علينا
هذا بالتكفير أتانا… لمّا بالتكبير أتينا
بالتخوين تحصَّن ذاك، وخَوَّن أكثر من ثُلثينا
نهْجُ الاِثنين التدميرُ
وإن بقِيا «ستروح علينا».
لو نحن تحاببنا يوماً… ما وَصَل الطوفان إلينا
«لا أسألُ إلا عن نفْسي»: مَثَلٌ يمشي في جَنبينا
والغصّةُ زادتنا بُعداً… بدل الإحساس تقاسينا
والعالَمُ ينظر خيبتَنا
نُتركُ كي نُنتَفَ بيدينا
ما بين «الحانا» و»المانا» صرنا لا نعرف أبوينا…
شاعر سوري
أمجد عطري
كن الأجدر بالشاعر أن يحولها الى رسالة متلفزة من أرض المعركة………….!!