أصوات مصرية شابة تُطرب جمهور المدرج الشمالي في مهرجان جرش

من أم الدنيا وأرض الطرب والفن، جاءت فرقة «خان» المصرية إلى مدينة جرش الأثرية، تحمل في جعبتها أصواتاً تربت وعاشت على أغاني كبار نجوم الطرب الأصيل، وقطعت عهداً على نفسها بأن تسير على درب تلك النجوم لتحافظ على هذا الإرث المصري والعربي في الفن والغناء، أصوات شابة حملت على كاهلها همّ هذا الفن من الاندثار، فغنت لأم كلثوم وعزفت لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
هكذا كانت الصورة على المدرج الشمالي في سابع أيام مهرجان جرش بدورته الثانية والثلاثين، فتية بعمر الورد يحملون أصواتاً خلدت نفسها بالتاريخ، وغنتها على مدرج ضاربة جذوره بالتاريخ أيضاً، وبدأت فقراتها بابتهال ديني كنوع من الترحيب والشكر لمشاركتها الأولى في المهرجان، قدمه عازف الناي في الفرقة، ليظهر أن صوته وصوت نايه لا ينفصلان بالجمال، بل هم مكملان تماماً لبعضهما.
واستهلت الفرقة أولى فقراتها بعزف إحدى مقطوعات الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، قبل أن تقدم الفنانة الشابة ندى أغنية «أنا قلبي ليك ميّال»، للفنانة المصرية الكبيرة فايزة أحمد، تاركة الجمهور بحالة الدهشة، بسبب صوتها الجميل، وإتقانها لواحدة من أصعب أغاني الزمن الجميل.
وكانت مفاجأة الفرقة، هي الطفل مازن، الذي لم يتجاوز عمره العشرة الأعوام، والذي بدأ فقرته بغناء موّال صعب، أطرب فيه الجماهير الحاضرة في المدرج الشمالي، قبل أن يدعوهم للرقص على أنغام أغنية «جميل واسمر» الشهيرة للفنان الكبير محمد قنديل.
وتابعت فرقة خان فقراتها مع صوت شاب آخر، وهي الفنانة روان، التي فاجأت الجمهور بغنائها «لاموني اللي غاروا مني»، للفنان التونسي بشير فهمي فحيمة، والتي أداها وقدمها العديد من كبار نجوم الفن في الوطن العربي، مثل الفنان التونسي لطفي بشناق، واللبناني علاء زلزلي، وغيرهما.
ومن أغاني الراحل محمد رشدي، وكلمات محمد حمزة وألحان الموسيقار الكبير بليغ حمدي، قدم الفنان الشاب إبراهيم نوار، أغنية «مغرم صبابة»، التي أثبت من خلالها قدراته الصوتية الكبيرة وإتقانه العالي بغناء الألحان العربية والشرقية الأصيلة على الرغم من صغر سنه، كما أنه نجح بأن يجعل المدرجات يتفاعلون معه بالغناء والرقص.
واستمرت الفرقة المصرية في فقراتها التي لم تخلُ من الأغاني القديمة التي اتسمت بخفة الظل، فقدمت الفنانة الشابة أمل، أغنية «عوج الطاقية الولا وبص ليه» للفنانة عفاف راضي، وأضفت الفنانة الشابة عليها خفة ظل جديدة، من خلال أدائها وصوتها الجميل.
وبهذا يكون المدرج الشمالي اختتم فعاليات يومه السابع بأجمل شكل، وبأصوات من الطرب الأصيل التي جاءت من ضفاف النيل، إلى مدينة جرش الأثرية.