أضواء على البورسللين الألماني 1 – 3
كثيرا ما تحدثت رسائل الإرساليات الأوروبية التي كانت تعيش في الصين، خلال القرن السابع عشر، عن خطوات صناعة خزف البورسللين الشرقي. ومع هذا، فحتى ذلك الحين، لم يتمكن الأوروبيون من وضع هذا الخطوات موضع التنفيذ العملي. واستمرت السفن، بعد ذلك، تحمل من الصين شحنات ضخمة من القطع الخزفية لمحبي البورسللين، وهواته من الأوروبيين حتى جاء عام 1708، ليتم اكتشاف صناعة البورسللين وانتشارها في مناطق مختلفة من أوروبا، حتى أصبحت تضارع تماما ما ينتج في الشرق، وقد ازدهرت هذه الصناعة في ألمانيا بشكل خاص، حتى غدت تمتلك أكبر عدد من مصانع البورسللين في أوروبا كلها. ولم يمض وقت طويل، حتى أصبحت المصانع التي تزخر بها مقاطعات ميسن، ودريدا، وبرلين، وفوريستنبرج وهوشيست، ذات شهرة عالمية؛ ولا يزال بعضها ينتج حتى اليوم قطعا خزفية ذات جمال نادر، وأناقة فائقة، إلا أن قطع اليوم، لا ترقى إلى القطع الأثرية النادرة (التي تصل أسعارها عند تجار الآثار، وهواة القطع النادرة، إلى آلاف الجنيهات).
واليوم- على هذه الصفحات- سوف تتناول بالحديث أربعة من بين أكبر مراكز صناعة البورسللين أهمية وشهرة في ألمانيا، وهي: ميسن، وبرلين، وفرانكتتال، ونيفينبرج.
البورسلين في ميسن:
أين؟: يتم تصنيع هذا البورسللين في مقاطعة ميسن الصغيرة التابعة لإقليم ساكسونيا.
كيف؟: كأول مكتشفي خامة الكامولين في أوروبا.
متى؟: مع بداية القرن الثامن عشر. ولا تزال منطقة ميسن تنتج البورسللين حتى اليوم.
ولقد ظل الأوروبيون شغوفين بالتعرف على أسرار صناعة البورسللين، الذي تولى التجار جلبه من الشرق، حتى جاء يوم، هو بالتحديد يوم 15 يناير 1708.