أفكار ختامية
1 من أصل 2
تلعب الذاكرة دوراً حيوياً في العديد من جوانب وجودنا اليومي. في واقع الأمر، دون الذاكرة فإن العديد من القدرات المهمة الأخرى (مثل اللغة والتعرف على الأشياء المألوفة أو الحفاظ على العلاقات الاجتماعية) لن يكون ممكناً، لا بد أن يكون واضحاً بعد قراءة هذا الكتاب أن الذاكرة تمثل مجموعة من القدرات، وأنها ليست قدرة منفصلة (كما قد يوحي إليه ميلنا المؤسف للإشارة إلى ذاكرتنا بصيغة المفرد في حديثنا اليومي). علاوة على ذلك، ليست الذاكرة إناءً سلبياً، كما أنها ليست بالضرورة تسجيلاً حقيقياً لأحداث حياتنا. إنها عملية «إيجابية» و«انتقائية»، لها مواطن قوتها ونقاط ضعفها، التي غالباً ما تمثل الوجهين المتناقضين لنفس العملة. الذاكرة البشرية عرضة لعدد من الأخطاء، وقد ناقشنا كثيراً منها في هذا الكتاب. في الوقت نفسه، تميل ذاكرتنا إلى تسجيل الأحداث المهمة في حياتنا؛ وبالتالي، فقد نقترح السمات المحددة السبع التالية التي تتسم بها الذاكرة:
(1) الذاكرة مهمة للأفراد؛ فهي تلعب دوراً في الفهم والتعلم والعلاقات الاجتماعية وفي العديد من جوانب الحياة الأخرى.
(2) يستدل على وجود ذكرى لحدث قديم أو معلومة قديمة كلما أثَر هذا الحدث القديم أو المعلومة القديمة على أفكار الشخص أو مشاعره أو سلوكه في وقت لاحق. (لا يحتاج الشخص إلى أن يكون واعياً بأي ذكرى عن الحدث القديم، وقد لا يكون واعياً بأي ذكرى عن الحدث القديم، وقد لا يكون واعياً حتى بالحدث لحظة وقوعه؛ نية التذكر أيضا ليست ضرورية).
(3) تلاحظ الذاكرة من خلال الاستدعاء الحر، والاستدعاء التلميحي، والتعرف، والمألوفية، وغيرها من التغيرات السلوكية مثل التنشيط وتصرفاتنا الجسدية.
(4) يبدو أن الذاكرة تنطوي على أكثر من نظام أو نوع واحد من العمليات؛ لأن هناك دليلاً على أن أنواعاً مختلفة من الذكريات يمكن أن تتأثر بشكل مختلف بتعاملات أو متغيرات محددة