أقسام علم البلاغة

أقسام علم البلاغة

أقسام علم البلاغة

يُقسم علم البلاغة العربية إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي علم البيان، وعلم المعاني، وعلم البديع، وكل علم من هذه العلوم يُقسم إلى أقسام فرعية تشترك جميعها في وظيفة واحدة وهي مطابقة الكلام لمقتضى الحال وتجميل الألفاظ كما ذُكر في تعريف علم البلاغة، وفيما يلي تعريف كل علم من العلوم مع إشارة إلى أهم فروعه:
علم البيان وهو العلم الذي يُمكّن الإنسان من التعبير عن المعنى الواحد بطرق مختلفة، ويُقسم إلى الحقيقة والمجاز والتشبيه والكناية، ويقسم المجاز إلى فروع مختلفة منها المجاز المرسل والمجاز العقلي، كما يقسم التشبيه إلى أقسام مختلفة منها التشبيه التمثيلي، أمّا الكناية فهي أسلوب بلاغي شائع، حيث تُعرّف على أنّها لفظ أُطلق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي.[٨]
علم المعاني وهو العلم الذي يُعنى في البحث في تقسيم الكلام إلى جمل خبرية وجمل إنشائية، مع بيان الفرق بين الجمل الخبرية والجمل الإنشائية، فالجمل الخبرية هي التي يُحكَم عليها بالصدق أو الكذب مثل: جاء خالد، أما الجمل الإنشائية فهي التي لا يحكم عليها بالصدق أو الكذب كجمل السؤال، والاستفهام، والذم والمدح، والتعجب والتمني والرجاء، مع ملاحظة مُلائمة الكلام لمقتضى الحال كما سبق في تعريف علم البلاغة.[٩]
علم البديع وهو العلم الذي يجمع بين الجمال المعنوي المتعلق بمعاني الألفاظ، وبين الجمال اللفظي المتعلق بأشكال الألفاظ أو نطقها واختلافها في المعنى أو اتفاقها فيه، ويشتمل على المحسّنات اللفظية كالجِناس والسجع، والمحسّنات المعنوية مثل التورية والطباق والمقابلة وحسن التعليل والمبالغة، ولكل منها تفصيلات لا مساحة لذكرها هنا.[١٠]
وقد يخطر السؤال عن أهمية البلاغة، والإجابة مختلف عليها حتى اليوم، فهناك من جعل لدراسة علم البلاغة والتدقيق في أبوابها شأنًا عظيمًا يُمكّن الدارس من تمييز الغث من السمين من العبارات والجمل الأدبية، وهناك من قلّل من قيمة علم البلاغة حيث عدّه بعض الباحثين من العلوم الجمالية التي تُدرس من باب الاستزادة في المعرفة، وبصرف النظر عن الاختلاف فإن لعلوم البلاغة أهمية واضحة، فعلم البيان يُمكّن الدارس من صياغة الألفاظ في قوالب متعدّدة، والإفصاح عن أفكاره في ألفاظ واضحة.[١١]
أمّا علم المعاني فإن دراسته تُعين الإنسان على معرفة مطابقة الكلام لواقع الحال، ومناسبة المقال للمقام الذي قيل فيه، وقد قالت العرب قديمًا لكل مقام مقال، أما دارس علم البديع فيمكنه تَحسُّس الجمال اللفظي والمعنوي في الأساليب اللغوية، مع التنبه إلى أن علوم البلاغة لا تظهر ثمار دراستها دون أن يقرأ الدارس في كتب الأدب العربي، والتراث، وكتب اللغة، حتى يتشكّل بداخله الذوق الفنّي والحس البلاغي.[١٢]

m2pack.biz