أقنعة ملوّنة للحدّ من مأسويّة الواقع
الموضة ابنة بيئتها، وتعبّر تعبيراً صريحاً عن توجهات مجتمعات معينة وأهوائها، وفي أحيان كثيرة تبدو الصورة غير واضحة مَن يتبع مَن؟ وهل يقوم الناس باتباع الموضة في شكل عام، أو أن عالم الموضة يتبع حاجات المستهلك وأهواءه؟
في بكين، وتحديداً بالقرب ممّا يُعرف ببوابة تيانانمان، بدأت أقنعة بتصاميم مختلفة وألوان متنوعة تظهر على وجوه المارة، إذ إن نسبة التلوث الشديدة في المنطقة تفرض على السكان التحصّن بأقنعة تساعدهم على الحدّ من نسبة تنشّقهم الهواء الملوّث.
وقد قلّلت موديلات الأقنعة وألوانها من حدّة المشهد العام على وجوه المارة، وكأنها مسيرة استعراضية لوجوه اختارت أشكالاً أو موديلات تتزيّن بها، بدلاً من أن تقع فريسة القلق والخوف من التلوّث.
وهذه ليست المرة الأولى التي ينعكس فيها الوضع البيئي في بكين من خلال حركة كهذه، إذ عمدت المنظمات البيئية في كثير من الأحيان، الى استخدام خشبات عروض الأزياء للإضاءة على الوضع المأسوي للبلاد، في عروض أزياء ظهر فيها العارضون والعارضات متحصنين بأقنعة أوكسيجين أو بماكياج يد على تشوّهات خلقية في محاولة لرفع الصوت عالياً للتوعية على الوضع البيئي الخطير.