ألا يكفيكِ/ مسلم محاميد
ألَا يَكْفِيكِ يَا مَنْ لَمْ
ترَ الْعَيْنَانِ لَوْحَةَ عِشْقِ مَفْتُونٍ
كَمَا بَدَتِ السَّمَاحَةُ مِنْ
جَبِينِكِ ظَلَّ مُرْتَسِمًا
عَلَى وَرَقِي
بِأَنَّكِ صِرْتِ
مِنْ قَلْبِي
وَمِنْ أَمَلِي
وَمِنْ أَلَمِي
ومن أرقي
الحقيقةَ فوق كلّ الزيفِ
في سبلي التي أغدو
بها كالتائه المجنون، في طرقي؟
وفي أحلام أحلامي التي صَغُرت
بعيد تقدّم الأيام أيّامًا
كبرتِ
وصرتِ
نشوتها التي تقوى
على الزّلّات بالتقوى
فلا تقوى
ولا تقوى
ولا أقوى
فهل أقوى
على أرقي؟!
وتورق عند إحساسي
وترمقني بنظرة موتِ إلهامي
على أوتار جنّتها
غدت عبثًا
بلا رملٍ
ولا شمسٍ
ولا ليلٍ
ولا شفقِ
ولحن الليل يعبث بي
ولا يستل سيف الحلم بل يلقي
لمشنقتي
فتاتًا من دعاة الزيف
أشلاءً
من الغادين ملحمةً
ستصغر عند أول لحظة حُبلى
بتاريخ وثورات
وأمجاد ، ستصغر تصغر الأيام لحظتها
فلا تثقي
* * * *
أراك اليوم فيروز الشواطئ
يرتقي للحمرة المثلى
على الشفق
فخطيّ باليدين اللوحة الأولى
تفكّ غموض دائرةٍ
ولا تثقي
بأن العابرين على الطريق
سينسجون بيوتهم أملا
بأنهمُ البقاء وأنهمْ جزء
من الأشجار، والأغصان والورقِ
فهم كوريقة داس الخريف على أناملها
سيغدون الترابَ يعانق الأحجار في الطرقِ
ألا يكفيك أن تغدي الحبية فوق كل الحب من صمتي
ستولد كل ألحاني، صدى صوتي
يداعب منك وجهك أو
شراعاتٍ
وفُلكًا جابَ أفلاكًا
فضاءاتٍ وأجواءَ البقاء، تكسّر البلور
ملحمة من الدم والتراب ومن أريج البؤس والعرقِ
ألا يكفيك؟
بل يكفيك أن أبقى
كطفل ضمه صدر الأمومة دونما
تأشيرة لعبور آلامٍ
ودون جواز أسفار
ودون الحبر في الأسفار يحملها الذين
يخيّبون الريح، رحلتَها، وصولتها
ألا يكفيك
قد يكفيك بل يكفيك
فاتنتي
بأنك ريشتي، قلمي
وأني شاعرٌ عشق الحديقة خلف جفنيك
بيومٍ أو بيومينِ
سيغدو فيك تمثالاً
من الآلام والآمال والإبداع والثوّران و . . .
الشّبقِ