ألفاظ خادشة وعلاقات محرمة وإيحاءات جنسية في دراما رمضان
لم نعتد في الدراما المصرية على ظهور شخصيّات مقزّزة، ننفر منها، كون الشاشة الصغيرة تختلف كلياً عن السينما، لا سيّما أنّ التلفزيون يدخل كلّ البيوت من دون استئذان.
فمع انطلاق الحلقات الأولى من الأعمال الدرامية، برزت النجمة اللبنانية هيفا وهبي في أول عمل تلفزيوني لها، بالرغم من وجود تجربة سابقة لها في عالم التلفزيون انتهت من تصويرها، إلا أنها لم تُعرض بعد، وهي مسلسل “مولد وصاحبه غايب”، الذي يجمعها بالفنانة المصرية فيفي عبده.
هيفا حالياً تقدم مسلسلها “كلام على ورق” بنفس الأسلوب الذي قدّمت به فيلمها، حيث حاول صنّاع العمل استغلال جمال الفنانة درامياً لا أكثر، من دون الكشف عن الموهبة التمثيلية التي تتمتع بها النجمة، وفق ما أجمع عليه الكثير من النقّاد، بعد مشاهدتهم فيلم “حلاوة روح” الذي توقف بقرار وزاريّ مصريّ.
الفوز بحبيبة
تعتمد هيفا في مسلسلها “كلام على ورق” أسلوب استعراض مفاتنها للإيقاع بالرجال. وفي المقابل، ينتظر الرجال نظرة منها، ويتصبّبون عرقاً لرؤيتها، كما يتصارعون فيما بينهم للفوز بها كحبيبة. أما شخصيّة القوّاد فهي من الشخصيات المستحدثة تلفزيونياً، حيث ظهرت في “كلام على ورق” بتجسيد من الفنان الراحل حسين الإمام، الذي لم يكمل مشاهده في المسلسل قبل وفاته، وكان يُدعى القوّاد “دودي”، وهو رجل يستغلّ حبيبة للإيقاع برجال الأعمال رغبة في تحقيق مكاسب مادية.
وإلى جانب إغراءات هيفا وشخصية القوّاد، فإنّ العمل يتضمّن العديد من الألفاظ التي لا جدوى من استعمالها في الدراما التلفزيونية بشكل عام، وفي شهر رمضان بشكل خاصّ. راغبو المتعة الحرام ومن “كلام على ورق” إلى مسلسل “سجن النسا”، الذي يقوم ببطولته كلّ من: نيللي كريم، ودرة، وروبي، واحتوى أيضاً على شخصية القوّادة، التي جسّدتها الفنانة حنان يوسف، التي لاقت انتقادات عديدة من المشاهدين، عبّروا عنها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تقوم الشخصيّة بعرض ابنتيها وابنة شقيقتها على رجال الأعمال، بمساعدةٍ من زوجها. وتقدّم الفنانة هياتم شخصيّة القوّادة في مسلسل “دلع البنات”، حيث تقوم بعرض الفتيات لراغبي المتعة الحرام. أما الفنانة انتصار في مسلسل “الإكسلانس” فتجسّد أيضاً شخصية قوّادة متخفّية وراء “ستار” سيدة أعمال، وتقوم بأعمالها المنافية للآداب تحت اسمى”بيزنس”. كما ظهرت الفنانة ألفت إمام بشخصيّة قوّادة في مسلسل”السبع وصايا”، حيث تقوم بتأجير بعض الفتيات إلى بعض الرجال مقابل مبالغ من المال. ومن ناحية أخرى، احتوت معظم مسلسلات هذا العام على ألفاظ إباحية. وقد تصدّر الفنان عادل إمام في مسلسله “صاحب السعادة” قائمة مستعمليها. وهو مسلسل يقدّمه مع لبلبة والمخرج رامي إمام. كذلك احتوى كلّ من مسلسل “السبع وصايا” و”دلع البنات” على ألفاظ عديدة خادشة للحياء. ماذا قال النقاد؟ وحول التقييم النقدي لكلّ هذه الظواهر، قالت الناقدة ماجدة موريس: “إنّ مسلسلات رمضان هذه المرة تعمل بأسلوب سينمائيّ، حيث تعتمد في معظمها على العري والإثارة، بصرف النظر عن الهدف أو المضمون”، مشيرة إلى أنّ كثرة الأعمال وشدّة المنافسة هي السبب في لجوء القائمين على المسلسلات إلى الوصفة المعروفة من أجل جذب المشاهد، غير أنّ انتشار دعوات المقاطعة لكلّ هذه الأعمال يؤكد فشل الخلطة، لأنّ الجزء الأكبر من الجمهور لم يعد من راغبي مشاهد الخلاعة والإسفاف. أما الناقد لويس جريس فقال إنّ الشاشة الصغيرة قديماً كانت لا تتضمن أيّ عمل يحتوي على ألفاظ خارجة عن الآداب العامة. وأضاف القول: “إنّ ما يحدث حالياً هو شيء يستحقّ أن نقف عنده”، مشيراً إلى أنّه من الممكن نقل الواقع لكن بشكل دراميّ. وعن ظهور شخصيات كالسحاقيّة والقوادين، قال جريس: “أنا لست ضدّ هذه الشخصيات، لأنها نماذج موجودة، وقد يكون لها مبرر درامي في الأحداث، طالما أنها لم تخدش الحياء، وهي تقدّم بشكلهامشيّ غير مفصّل”.