ألف مبروك.. “بُشرة خير” في أعراسنا
لم تعد أغنية “بشرة خير”، الذي أطلقها المغني الإماراتي حسين الجاسمي، إبان الانتخابات المصرية الأخيرة التي أفضت إلى فوز رجل العسكر عبد الفتاح السيسي، محصورة الاستعمال والاستماع خلال الفترة الانتخابية فقط، فالأغنية التي أريد لها حث الناس للخروج والمشاركة في انتخابات تمهد وتشرعن عودة النظام القديم في مصر إلى الحكم بعد الانقلاب العسكري، أصبحت اليوم متداولة خارج الحدود التي رُسمت لها، لتصبح نسخة “الهارلم شيك” العربية الجديدة وصولا للاطفال والأعراس. خلال الأشهر الأخيرة، انتشرت العديد من الفيديوهات المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر مجموعة من الأصدقاء يستمعون للأغنية خلال قيادتهم للسيارة، أو جلوسهم في المنزل أو خلال سهرة، وفجأة يقومون للرقص بشكل جماعي على القسم الحماسي للأغنية “قوم نادي ع الصعيدي وابن اخوك البور سعيدي..” في مشهد يشبه ما حصل أثناء اجتياح ظاهرة “الهارليم شيك” و الجانجم ستايل”وفي هذه الأيام نشهد ايضا انتشار ظاهرة “الدلو المثلج”. بالإمكان استيعاب هذه الظواهر كجزء من عملية العولمة وقرار الفرد بالمشاركة في ظاهرة عالمية، كنوع من أنواع الترفيه أو السخرية أو “التفريغ الداخلي” أو الانتماء، لكن أن تتحول أغنية شعبوية (وهي مسروقة اللحن بالأصل) لجزء من الأغاني في أعراسنا ل”تحماية السهرة” وكي تصبح “الإيدين لفووق” فهذ ينذر بالخطر، فالأمر لم يقتصر على مغني في أحدى السهرات، بل شهدنا انتشار الأغنية في تعاليل الأعراس، وبين الأطفال خلال شهر رمضان عندما كان يضعها أصحاب عربات قطارات الأطفال في البلدات العربية، بالإضافة لوصولها لقائمة الأغاني على متن رحلة بحرية قصيرة في سفن عكا، ناهيك عن حفلات أعياد الميلاد. من يعلم إلى أي مدى قد تتقدم فيه “بشرة خير” في حياتنا، خصوصا في الأعراس… فقد يقْدم المغني في السهرة على افتتاح السهرة واستقبال العرسان ببشرة خير كنوع من الحث على المشاركة والتحشيد والنزول لساحات الرقص خصوصا أن “أملنا كبير”.
– اللحن الأصلي لبشرة خير مسروق من أغنية هندية –