1 من أصل 2
تبدو الأغشية المعوية المخاطية تحت المجهر وكأنها غابة من غابات الأمازون المستنقعية. فهناك العديد من الخصل الدقيقة المتناثرة تغطي أكبر قدر ممكن من مساحة الأمعاء. ولو أننا تمكنا من مد الجدار المعوي لشخص سليم لغطت تلك الجدران مساحة أرض ملعب التنس الأرضي.
وإذا تناول هذا الشخص السليم قطعة من الحلوى المغطاة بالتوت، فستعطي الكتلة الناتجة عن هذه الوجبة تلك المساحة ذاتها بأكملها، على شكل غلالة، أو طبقة رقيقة تنتشر على جدار الأمعاء بأكمله تقريباً. وسيمكن هذا الأمر كل جزيء من جزئيات الغذاء التماس مع الغشاء المخاطي للأمعاء، والانزلاق بعد ذلك إلى الدم في مجرى الدورة الدموية.
وتعمل أنزيمات البنكرياس، كالأنزيم المسمى البروتياز، وهو الذي عالج البروتينات، والأميلاز، وهو الذي يعالج النشويات، والليباز، وهو الذي يعالج الدهون، تعمل ما يجب عليها أن تقوم به في عملية الهضم. وبينما نلاحظ أن النشويات هي أسهل هضماً من البروتينات، والتي تحتاج إلى تحليل تام وتفكيك إلى مركبات سهلة أولاً، وهي الأحماض الأمينية. ولهذا، تفرز المعدة الحمض المعدي الذي يقوم بالهضم الأولى أو المبدئي للبروتينات، ولابد من توفر كمية كافية من أنزيم البروتياز الذي يساعد في تفكيك البروتينات وتحليلها إلى مركبات سهلة الهضم.