أنواع الخرائط
الخريطة هي عبارة عن تمثيل رسومي لمنطقة معينة يتم رسمه على مقياس، وعادةً ما يكون على سطح مستوٍ ،كما أنها تصف العلاقات المكانية للمعالم المحددة التي تقوم بعرضها، ويُعتبر رسم الخرائط فن وعلم، ومع مرور الوقت تعدّدت أنواع الخرائط وطريقة رسمها؛ فقد شهد علم الخرائط تطورًا سريعًا خلال القرن العشرين، وذلك نتيجة عوامل عديدة منها قيام الحربين العالميتين وتقدم العلوم الطبيعية والاجتماعية التي تُعنى بالظاهرات المختلفة وبأنماط توزيعها على سطح الأرض، كعلوم الجيولوجيا والبحار والتربة والمناخ والجغرافيا والاقتصاد والسكان والسياسة وغيرها، ولقد تطلبت العمليّات الحربية والعلوم المختلفة تنوّعاً كبيراً في استعمال الخرائط الدقيقة، سواء في عمليات المساحة أو الرسم وغيرها، وفي هذا المقال سيتم ذكر بعض من أنواع الخرائط وخصائص كل نوع منها.[١]
أنواع الخرائط
تُقسّم الخرائط إلى عدّة أقسام على أساس اختلاف الاستخدام، وسيذكر في هذا المقال بعض من أنواع الخرائط وخصائص كل نوع، ومن هذه الأنواع ما يأتي:[٢]
الخرائط السياسية
لا تظهر الخريطة السياسية مميزات طبوغرافية مثل الجبال، ولكنها من الأنواع التي تُركز فقط على الدولة والحدود الوطنية للمكان وتشمل أيضاً مواقع المدن الكبيرة والصغيرة، وهنالك نوع شائع من الخرائط السياسية وهي تلك التي تُظهر الولايات الأمريكية الخمسين وحدودها إلى جانب الحدود الدولية للولايات المتحدة.
الخرائط الفيزيائية
وهذه الخرائط بشكل عام تُظهر أشياء مثل الجبال والبحار والمحيطات والأنهار والبحيرات،وهي بالعادة تُظهر المسطحات المائية باللون الأزرق، أما التغييرات في الجبال والإرتفاعات عادةً تُظهرها بألوان وظلال مختلفة لإظهار التغييرات بشكل واضح وعادة في الخرائط الفيزيائية يظهر اللون الأخضر للإرتفاعات المنخفضة بينما يظهر اللون البني للإرتفاعات العالية.
الخرائط الطوبوغرافية
الخرائط الطبوغرافية تشبه الخريطة الطبوغرافية الخريطة الفيزيائية حيث إنها تعرض ميزات المناظر الطبيعية المختلفة، ولكن هنالك اختلاف بين الخريطة الطبوغرافية والفزيائية حيث إن هذا النوع من الخرائط قد يستخدم الخطوط الكنتورية بدلًا من الألوان لإظهار التغييرات في المشهد، وعادةً ما تكون الخطوط الكنتورية الموجودة على الخرائط الطبوغرافية متباعدة على فترات منتظمة لإظهار تغييرات الارتفاع، فعلى سبيل المثال يُمثل كل خطّ تغيير ارتفاع 100 قدم -30 متر-، وعندما تكون الخطوط قريبة من بعضها البعض تكون التضاريس شديدة الإنحدار.
الخرائط المناخية
تُظهر خرائط المناخ معلومات حول المناخ لمنطقة معينة، ويمكن أن تُظهر أشياء مثل المناطق المناخية المحددة لمنطقة ما استنادًا إلى درجة الحرارة، أو نسبة الثلج الذي تستقبله المنطقة أو متوسط عدد الأيام المليئة بالغيوم، وتستخدم هذه الخرائط عادةً الألوان لإظهار المناطق المناخية المختلفة.
الخرائط الاقتصادية
تُظهر الخرائط الاقتصادية الأنواع المحددة من النشاط الاقتصادي أو الموارد الطبيعية الموجودة في منطقة ما من خلال استخدام رموز أو ألوان مختلفة وفقًا لما يتم عرضه على الخريطة.
خرائط الطُرق
تُعد خرائط الطرق واحدة من أكثر أنواع الخرائط استخدامًا، وتُظهر هذه الخرائط الطرق السريعة والطرق الرئيسية والثانوية -اعتماداً على التفاصيل-، مثل المطارات ومواقع المدن ونقاط الإهتمام مثل المتنزهات والمخيمات والمعالم الأثرية، وبشكل عام يتم عرض الطرق الرئيسة على خريطة الطرق باللون الأحمر وتكون أكبر من الطرق الأخرى، في حين أن الطرق الصغيرة تظهر بلون فاتح وخط أضيق.
الخرائط الموضوعية
وهي خريطة تُركز على موضوع معين أو موضوع خاص، وهي تختلف عن الأنواع الستة المذكورة أعلاه وذلك لأنها لا تظهر فقط المعالم الطبيعية مثل الأنهار والمدن والتقسيمات الفرعية السياسية والإرتفاعات والطرق السريعة، وإذا كانت هذه العناصر على خريطة موضوعية، فهي معلومات أساسية وتُستخدم كنقاط مرجعية لتعزيز سمة الخريطة.
أهمية الخرائط
للخرائط أهمية كبيرة في الحياة، وهي كاللغة يفهمها الكثيرين ويجيدون استخدامها، ولا يقتصر استخدام الخرائط على الجغرافيين وعلماء الطقس والمناخ فقط، وإنما يستخدمها أيضًا الجيولوجيون وعلماء التربة والنبات، كما يستخدمها علماء الاقتصاد وعلماء الاجتماع والسياسة، ومن أهم استخدامات الخرائط ما يأتي:[٣]
تُستخدم من قبل المهندسين والفنيين في تخطيط المشاريع الهندسية بما يتلاءم مع طبيعة البيئة، وبما في ذلك الطرق وخزانات المياه وغيرها.
تُعد الخريطة وسيلة من وسائل التشجيع على السياحة، حيث تُساعد السياح في معرفة الأماكن السياحية والأثرية.
تُستخدم من قبل الزراعيين في دراسة التربة وتصنيفها.
تُستخدم أيضاً من قبل الجيولوجيون في دراسة مشاريع التعدين وطرق استغلال الثروة الطبيعية في سبيل الحصول على اقتصاد قوي.
تُستخدم من قبل رجال الجيش في العمليات العسكرية لفهم طبيعة الأرض والقدرة على تمييز الأماكن التي تصلح للدفاع والأماكن التي تصلح للهجوم.
تُستخدم من قبل الطيّارين لتحديد وجهة سيرهم، ومنع اصطدام الطائرات ببعضها وكذلك الحال بالنسبة للسفن أيضاً.
تُستخدم من قبل الجغرافيين، وذلك لفهم الحقائق الجغرافية وتسجيل المعالم الجغرافية المختلفة ومعرفة توزيع الظواهر الطبيعية والبشرية، فالخريطة تُعتبر لغة الجغرافي ووسيلته للتعبير.
تُساعد في دراسة أنماط توزيع السكان ومراكز العمران.
تُستخدم من قبل المدرسين في المدارس والجامعات وذلك لشرح المواضيع الجغرافية.
وعند التفكير في الخرائط، يُفترض دائماً أنها فقط مُجرد أداة تٌساعد في الانتقال من مكان إلى آخر، إلا أن الخرائط شكل من أشكال الفن والتصميم والتي تحمل في طيّاتها العديد من القصص التاريخية، كما أنها تُبين الوقت والجهد الذي استغرقه الخبراء في علم الخرائط لإنشاء هذه الخرائط لتكون من التقنيات المهمة جدًا إلى هذا اليوم.[٤]