أنواع الغباء
قبل أن نشرع في الحديث عن كيفية التعامل مع غباء الآخرين نتحدث في البداية عن أنواع الغباء، ما هي أنواع الغباء؟ وفي أي المواقف يصبح الغباء مقبولا وفي أي المواقف يكون الغباء غير مقبول ولا يمكننا السكوت عليه؟ هذا ما سنتحدث عنه في السطور التالية حول أنواع الغباء وطريقة التعامل مع كل نوع:
الغباء السياسي
لا ريب أن الغباء السياسي من أشهر أنواع غباء الآخرين حيث تعاصره الأجيال جيل بعد جيل، ويتجلى الغباء السياسي في عقلية الأشخاص الذين بيدهم مقاليد السلطة ومستوى ذكائهم المنخفض مما ينتج عنه تدهور في الأحوال السياسية والاقتصادية وضيق الحياة المعيشية وانتهاك يومي للحريات وحقوق الإنسان ولا ريب أننا نعاني من الغباء السياسي المسيطر على واقعنا العربي بشكل كبير ولولاه ما كنا أصبحنا في ذيل الأمم على هذا النحو، أما كيف نتعامل مع هذا النوع من غباء الآخرين فهذا النوع لا يجب السكوت عنه ويجب أن نندد به أشد التنديد حتى لا يشعر هؤلاء أننا راضون عن طريقتهم في إدارة الأمور بحيث حتى إن لم تستطع صرخاتنا وتعبيرنا تجاه هذه الطريقة أن تغير شيء، فعلى الأقل يعرفون أنهم نماذج للغباء السياسي ويجب أن ننعت الأمور بمسمياتها المناسبة حيث أن هذا غباء لا مفر منه ولكن حتى إن لم يستطع تنديد فعلى الأقل لا نصمت تجاه هؤلاء الأغبياء.
الغباء الاجتماعي
الغباء الاجتماعي أسلوب آخر من أسلوب غباء الآخرين نابع بالأساس من عدم قدرة الأشخاص على التعامل بشكل جيد مع الآخرين مما يجعل غيرهم ينفر من التعامل معهم، وهناك بعض الأشخاص ممن يتساءلون لماذا ليس لديهم أصدقاء؟ لماذا ينفر الناس من التواجد معهم في مكان واحد ولماذا لا يتشاركون معهم في صنع محادثات جذابة وشيقة ولماذا يضعون سماعات الأذن أو ينشغلون بهواتفهم عند جلوسهم بصحبتهم؟ لا ريب أن الغباء الاجتماعي هو الدافع وراء هذا.
كيف نتعامل مع الغباء الاجتماعي
وللأسف يصبح التعامل مع هؤلاء الأغبياء محيرًا جدًا حيث إن لم نكن مجبرين على التعامل معهم فما علينا سوى أن نجتنبهم فحسب ونحن في قمة الشفقة عليهم أما إن كان هؤلاء الأشخاص في مواضع تلزمنا التعامل معهم مثل أن يكونوا مثلا من موظفي شئون الطلاب بالجامعة أم موظفي الموارد البشرية في العمل أو كانوا من ممثلي خدمة العملاء في البنوك أو شركات المحمول أم مزودي خدمات الإنترنت ولا يستوعبون المشكلة أصلا فإن هذه النوعية من غباء الآخرين يجب التصدي إليها بكل قوة، حتى لا نضطر للتعامل مع مثل هذه العقليات مما يؤثر على عقلياتنا نحن حيث أفادت دراسة حديثة أن التعامل مع الأغبياء لفترة طويلة ينتج عنه خمول في الذهن كما أن التعرض لضغوط عصبية مستمرة كالتي يسببها الجدال مع الأغبياء أو التعامل الاضطراري مع غباء الآخرين يقضي على خلايا المخ أي أن هناك أضرار حقيقية تنتج عن التعامل مع الأغبياء.
الغباء العاطفي
لا ريب أن الغباء بشكل عام من الأمور المقلقة ولكن تخف حدته عندما يكون بعيدًا عنا بحيث يكون عند أشخاص لا نضطر للاحتكاك بهم بشكل مباشر بالتالي يصبح غباء الآخرين شيئًا غير مؤرق على الإطلاق في هذه الحالة، ولكن ماذا إذا كان الشخص الغبي هنا هو الشخص الذي نرتبط به؟ حسنًا الأمر هنا صعب وشديد التعقيد كما هو واضح ولكن هناك حالات من الغباء يمكن التعايش معها ولننظر إلى جوهر الشخص نفسه فهناك مثلا غباء يدفع الإنسان إلى إيذاء شريكه في العلاقة وهو يقصد أن يفرحه أو يدخل السرور على قلبه، بالتالي يصبح الأمر هنا مع التكرار غير قابل للاحتمال.
كيفية التعامل مع الغباء العاطفي
الصبر والتحمل والتوجيه إحدى أهم طرق التعامل مع نوعية غباء الآخرين التي تتعلق بالغباء العاطفي، التعنيف والتوبيخ وإلقاء اللوم يخلق مزيدًا من الارتباك ولذلك عليك ألا تفقد صبرك وتتسامح بدافع الحب مع هذه الشخصية حتى تتخلص من هذا الغباء وتكتسب الثقة اللازمة بالنفس والتي تجعلها تنصرف عن مثل هذه التصرفات الغبية.