أنواع النصوص الأدبية
تعريف الأدب
الأدب هو نوع من أنواع التّعبير عن الذّات والحاجات والمشاعر وأفكار الإنسان وآلامه وآمآله وتطلّعاته، ويمكن التّعبير عن الذّات وصبّ الأحاسيس والأفكار الوجدانية في قوالب مختلفة من النّصوص الأدبية مثل: القصّة والرواية والمقالة الأدبية وغيرها، ويقسم الأدب إلى نوعين أساسيين تندرج تحتهما النّصوص الأدبية هما: الأدب الخيالي والأدب غير الخيالي، أما الأدب الخيالي فهو الأدب الذي يستدعيه الكاتب من مخيّلته ونتاجه الشّعوري الخاص مثل الروايات والقصص القصيرة، والأدب غير الخيالي هو الأدب الذي يقدّم حقائق واقعيّة عبر المقالات والتّراجم واليوميات والأنواع المختلفة من السير، وفيما يأتي توضيح حول أنواع النصوص الأدبية. [١]
تعريف النص والنص الأدبي
لكلمة نصّ معاني ودلالاتٌ متنوّعة في اللغة العربية، فهي تعني نقطة النهاية أو الوصول إلى الهدف والغاية، وتعني كذلك التّحديد والتّعيين، وتعدّ هذه المعاني من المعاني المجازية غير المباشرة أمّا المعنى الأصلي لكلمة نص فهو الظهور والبيان، وفي التعاريف الأوروبية تعرّف كلمة نص بمعنى النّسيج أي نسيج النّص وترابط الكلمات وتآلفها معًا لتكوين معنى محدّد، ولكلمة نسيج دلالات معنويّة مأخوذة من الشّكل المادي للنّسيج كدقة الصّناعة واكتمال العمل والجهد المتقن المبذول في النّسيج، ويختلف المعنى الاصطلاحي للنّص بحسب الحقل المعرفي الذي ينتمي إليه فهناك النّص الأدبي والنّص العلمي وهناك تعاريف محدّدة وخاصة لكلمة نص في بعض الحقول الدّلاليّة مختلفة عن المعنى العام لكلمة نص. [٢]
أمّا بالنسبة إلى تعريف النّص الأدبي فقد عرّفه عدد من النّقاد والباحثين منهم سعيد يقطين، الذي وضّح بأن النّص هو بناء دلالي تنتجه جماعات أوفرد يتكوّن من كلمتين فأكثر، في حين عرّف محمد عزّام النّص على أنّه وحدات لغوية مترابطة تجمعها بنية ثقافية أو بنية اجتماعية محدّدة، وعرّف محمد مفتاح النّص على أنّه وحدات لغويّة منسجمة مرتبة طبيعيّة، يتولد من أحداث نفسيّة أو تاريخيّة في سياق معين. [٢]
أنواع النصوص الأدبية
تتنوّع النّصوص الأدبية التي يتاح للكتاب الكتابة تحت مظلتها، ولكل نوع من أنواع النصوص الأدبية تعريف خاص به وخصائص ومميزات تميزه عن غيره من الأنواع، فمنها نصوص تطغى عليها اللغة الأدبيّة المجازيّة، وأخرى تختلط فيها اللغة المجازيّة باللغة المباشرة، بحسب هدف النّص والمراد منه، وتنحصر أنواع النصوص الأدبية في القصّة والرّواية والمقالة والسير الذّاتية والغيّريّة والنّصوص المعلوماتيّة والإقناعيّة والاحتجاجيّة إضافة إلى الرّسائل. [٢]
كما أن الهدف من كتابة النّص الأدبي تتعدّى الفائدة الأدبية إلى الفائدة التأثيرية الإبداعية، فالكاتب الذي يمارس موهبة أو مهنة الكتابة لا يريد من المتلّقي التّأثر بلغة النّص وفنيّته حسب، إنّما يهدف أيضًا إلى إيصال مشاعره، وبث أحاسيسه، والتّعمق في عقل المتلّقي وتفكيره من زاوية شعوريّة وجدانية، فالنّص الأدبي وإن كان يخاطب الشعور والوجدان في المقام الأول إلا أنّه ينتقل بالمتلّقي إلى أماكن الخيال والصور ويحفز الذاكرة التّصويرية لديه، كل ذلك في سبيل إيصال الفكرة من النّص الأدبي أو العمل الإبداعي. [٣]
أنواع النصوص الأدبية شيوعًا
أخذت أنواع النصوص الأدبية سابقة الذكر نصيبها من الذيوع والانتشار بدرجات متفاوتة، وتعدّ القصة والرّواية والمقالة من أكثر أنواع النصوص الأدبية انتشارًا، وتأتي في المرتبة الأولى الرّواية فالمقالة فالقصّة، وفيما يلي توضيح لتعريف كل منها: [٤]
الرّواية
يصنّف عدد من النّقاد الرّواية على أنّها أشهر أنواع النصوص الأدبية وأكثرها انتشارًا لا سيما في الوقت المعاصر، وتختلف الرّواية عن القصّة في اللغة حيث تميل الرواية إلى اللغة المكثّفة وكثرة الأحداث التي تمرّ في حياة البطل، وتعدّد الشّخصيات، إضافة إلى مجموعة التجارب التي يضمنّها الكاتب داخل عمله الأدبي، ولكل شخصية خيالها وتجربتها وسماتها، وهناك العديد من الرّوايات التي تركت بصمة في مجال الأدب العربي في القرن العشرين والحادي والعشرين منها: رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ، وعزازيل ليوسف زيدان، ورواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي، ورواية الخبز الحافي لمحمد شكري، إضافة إلى رواية أرض النّفاق ليوسف السباعي وغيرها الكثير.
القصّة
هي حكاية مأخوذة من الخيال أو الحقيقة المعاشة وقد تدمج بينهما، وهناك من يقسّمها إلى قصة قصيرة وطويلة بحسب عدد الكلمات، وتشترك جميعها في عناصر موحدة مثل: الفكرة والشخصيات والحبكة والزمان والمكان، ومن الأمثلة على المجموعات القصصية العربية المشهورة، أرض البرتقال الحزين لغسان كنفاني، آسف لم أعد أستطيع لإحسان عبد القدوس، وزمن الحب الآخر لغادة السّمّان.
المقالة
هي نوع من أنواع النصوص الأدبية الإنشائية، تعالج فكرة أوموضوعًا معينًا كاملًا أو مقسّمًا، تكتب سريعًا، وتتنوّع المقالات بين المقالات الفلسفيّة والتّاريخيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والدّينيّة والنّقديّة ومن الأمثلة على الكتب التي احتوت على مجموعة من المقالات الأدبية كتاب أوراق على شجر لأنيس منصور وكتاب حديث الأربعاء لطه حسين.