أنواع مختلفة من مهام الذاكرة
يمثل اختلاف الذاكرة الصريحة عن الضمنية اختلافاً (انظر فوستر وجيليسيك، ١٩٩٩، لاستعراض أكثر تخصصاً وشمولاً حول هذا الموضوع)؟ غالباً ما يستخدم هذا الفارق بين نظامي الذاكرة المقترحين- ومن المحتمل أنه يُخلط – مع أنواع مختلفة من «مهام الذاكرة»، التي قد تتضمن بصورة متفاوتة عمليات وظيفية مختلفة. يتطلب بعض مهام الذاكرة من الناس أن يفكروا في المعاني والمفاهيم؛ وهي ما يشار إليها غالباً بـ”المهام المدعوفة بالمفاهيم”. على سبيل المثال: لو طلب منك أن تتذكر عناصر من قائمة كلمات حفظتها، فعندئذ ستتذكر صراحةً الكلمات نفسها. في الوقت نفسه، من المحتمل أن تتذكر تلقائياً معاني الكلمات أيضاً. وتتطلب مهام أخرى من الناس أن يركزوا أكثر على المواد المعروضة؛ وهي ما يشار إليها غالباً بـ «المهام المدفوعة بالبيانات»؛ وبالتالي إذا كانت مهمتك هي إكمال مقاطع كلمة ما (مثل e – e – h – n)، دون الرجوع إلى القائمة المحفوظة، فمن المحتمل أن يكون تأثري جلسة الحفظ ضمنياً أكثرً منه صريحاً؛ أي إنك ستتعامل مع الأنماط البصرية للحروف، ولكنك ستتعامل بصورة أقل مع معاني الكلمات (إن حدث مثل هذا التعامل من الأساس).
أحياناً ما تسمى أيضاً المهام التي يفترض أنها تصل، بشكل متفاوت، إلى الذاكرة الصريحة والضمنية بمهام الذاكرة «المباشرة» و«غير المباشرة»، على التوالي. ومن الصعب أن نفصل بين طبيعة المهمة (أي المدفوعة بالمفاهيم أو بالبيانات؛ المباشرة مقابل غير المباشرة) وطبيعة مكون الذاكرة الخاضع للاختبار (أي: الصريح أو الضمني). وفي واقع الأمر، ذهب العديد من الباحثين إلى أنه ما من مهمة ذاكرة تتسم بأنها «عملية بحتة» فعلاً؛ حيث إن كل مهمة ذاكرة سيتوسطها مزيج من العمليات الصريحة والضمنية، وثقل هذه العمليات هو الذي سيختلف عبر مهام الذاكرة المختلفة.