3من اصل3
أو يعتقدون ما في حبل المصلوب من قدرةسحرية، أو يعتقدون شؤم العدد الثالث عشر، فالعالم في نظرهم يشتمل على كثير منالأشياء التي تحمل معها سعادة أو شقاء، وليس بين الناس مقامر لا يؤمن بهذا المبدأإيمانا قاطعا. ولما كان إيمان المعتقد لا نهاية له فإن المستحيلات العقلية لا تؤثر فيه، ولا يخرقالعقل والتجربة والاختبار حجابه أبدا، وكذلك حبوط الآمال لا يضعضعه لجعله المرءيعتقد أن القوى الخارقة ذات الأهواء والأغراض لا تسير حسب ناموس معين، وكلماتقدم الإنسان في سلم الحضارة تتحدد روح التدين العامة عند الهمج بالتدريج، وتنحصرفي بضعة مواضيع يؤمن بها الرجل المتمدن إيمان الرجل الفطري؛ أي إيمانا لا تزعزعهالأدلة والبراهين العلمية، وبهذا الأمر المشاهد ندرك السبب في تسليم بعض أفاضل العلماءبعقائد صادرة عن السحر والتنجيم.ولا ريب في أن مبتكرات العقل تعجز عن زلزلة خلق التدين؛ لالتجاء هذا الخلق علىالدوام بعالم الآخرة الذي يتعذر على العلم أن يقتحمه، ولذا كان عدد الذين يرغبون فيالآخرة عظيما إلى الغاية.