أين ينبع نهر النيل

نهر النيل

نهر النيل واحد من الأنهار العظيمة على مستوى أنهار العالم، من حيث حجم تصريف المياه واتساع حوضه المائي وقد بنيت حضارات قديمة على ضفافه وفي دلتاه وأوّل ما مارس الإنسان حرفة الزراعة مارسها في دلتا النيل بسبب توفّر الظروف المناسبة للزراعة من حيث خصوبة التربة وغناها بالمواد العضوية إذ أنّها تربة حملتها مياه النهر من مسافات بعيدة ومن ثم تم ترسيبها، وهو من أطول أنهار العالم ويقطع مسافات طويلة في أقاليم مناخيه جافة فلولا أنّ منبعه من مناطق ذات أمطار غزيرة شتاءً وصيفاً لانخفض مستواه كثيراً.

منبع نهر النيل

تبدء رحلة نهر النيل من بحيرات فيكتوريا واد وارت وألبرت التي تقع على الحدود لكل من أوغندا وكينيانا وتتجمع مياه عدة انهار صغيره لتكون مجرى مائي يبدأ بحفر مجراه متجها إلى الشمال ويدخل أراضي السودان باسم بحرا لجبل فيلتقي ببحر الغزال وتبدءا عمليا نحت النهر لمجراه باسم النيل الأبيض وحتى يصل لوسط السودان منطقة الخرطوم يسمى النيل الأزرق يلتقي النيل الأبيض بالنيل الأزرق ليصبح اسمه نهر النيل، تنقطع الروافد لنهر النيل باستثناء رافد واحد وهو نهر عطبوه إذ تأتي مياه هذا النهر من هضبة أثيوبيا ذات الأمطار الصيفية وهي التي تسبب فيضان النهر.

يتبين لنا بان منابع نهر النيل تقع ضمن نطاق المناخ الاستوائي الذي يتميّز بأمطاره الدائمة على مدار العام لينتقل شملا إلى مناطق ذات أمطار صيفية، واتساع حوض منبعه يوفر له مخزون ضخم من مصادر المياه إذ يتغذّى من مياه أراضي عدة دول وهي: أوغندا واثيوبيا وتنزانيا ورواندا وهذه الدول ذات مناخ استوائي وأمطارها دائمة، وكلّما اتجه النهر شمالاً قلّت مصادر المياه التي تغذيه فعندما يصل إلى شمال السودان تنقطع روافده، حتى ينهي رحلته ليصب في البحر المتوسط وقبل مصبه يتفرع إلى فرعين هما دمياط والرشيد تاركاً أصل الفرعين سهلاً ممتداً يسمى الدلتا.

تتميز مصر بندرة أمطارها وعلى الرغم من ذلك بنيت بها حضارات متقدمه ومزدهرة والفضل يعود إلى هذا النهر العظيم فعندما نقول بأن مصر هبة لنيل فلولا نهر النيل لا توجد حضارة في مصر، واعتمد المصريون القدماء على فيضانات نهر النيل إذ كانت تحفر الترع على موازاة المجرى وعند الفيضان في فصل الصيف تمتلئ هذه الترع بالمياه وتستخدم بالزراعة وغبرها، وقد ارتبط موسم الفيضان للنهر بطقوس دينية فكانوا يقيمون الاحتفالات بموسم فيضان النهر.