إحساس الطفل بعد الولادة 3 – 3
للعالم الخارجي:
الوحيدة التي تتميز بها حياة المولود، يبدو أقل تنبها وإدراكاً من كثير من بعض وإناث. غير أنه يثبت منذ الأيام الأول الإنسان. وقد توصل الأطباء إلى إيجاد وسائل على ما يدور في نفسع، وذلك عن طريق الملاحظات التي قاموا بها في عيادات أطباء الأطفال، ودراسة ردود فعل الأطفال إزاء مؤثرات بعينها. بيد أن هذه الملاحظات قام بها أناس بالغون، من خلال تجاربهم الخاصة واستكملوها من الخيال.
فالمولود لا يدرك على الإطلاق ما يحدث له، وما يعاني منه هو محاولة التأقلم على عدد من الأوضاع الجديدة التي يواجهها في نفس الوقت، لكن هذا العناء ليس معناه بالضرورة الألم أو الكدر.
وأول الأشياء التي يواجهها هي البيئة الجديدة التي تلامس جلده، فهو فيما مضى كان عائماً في سائل دافئ أما الآن فهو محاط يجو جاف وبارد أكثر من اللازم. كما أنه يرتدي ملابس خشنة على جلده. كذلك فإنه في بطن أمخ، لم يكن يشعر بجوع أو بظمأ كما أنه لم تكن هناك متطلبات للحياة، عن طريق المشيمة.
أما الآن فكل شيء يتطلب مجهوداً: التنفس والتغذية، والتبرز والتبول وقبل ذلك كان يعيش في ظلام وفي هدوء. ويمكن القول بأنه كان يعيش في حالة انعدام الوزن، أما الآن فهو محاط بالأضواء والأصوات، وكل حركة يقوم بها سواء أكان ذلك بذراعه أم بساقه، تسبب له عناء هذا فضلاً عن رأسه الذي يتأرجح أن لم يكن مسنوداً تماماً. لقد كان عالمه في الماضي محدوداً بأغشيه تحوطه، أما الآن فهو يقوم بتجربة اختراق الفضاء، ومنذ وجوده في المهد، نجده يقوم بالتعرف عليه، بتحريك رأسه يمنة ويسرة بخفة.