إخراج الأرنب من القبعة
إذا أردت أن تختبر ذاكرتك، فحاول اليوم أن تتذكر ما كنت قلقاً حياله منذ عام مضى.
مصدر مجهول
سوف يتناول هذا الفصل كيفية الوصول إلى المعلومات من الذاكرة؛ وسأعرض الفارق الأساسي بين إمكانية الوصول إلى المعلومات وإتاحة المعلومات، الذي سبق وأملحنا إليه في الفصل الثاني. وبشكل أكثر تحديداً، سأوضح أن كثيراً من الصعوبات اليومية التي نواجهها مع ذاكرتنا مرتبط بمواقف ربما استقبلنا فيها المعلومة واحتفظنا بها، ولكننا نعجز عن استرجاع هذه المعلومة عندما نريد ذلك. يبدو دور السياق هنا مهماً بصفة خاصة: ففي حال تساوي جميع العوامل الأخرى، فإننا نميل إلى تذكر المعلومات بشكل أفضل إذا كنا – في الوقت الذي نريد فيه استرجاع المعلومة – في سياق مادي وحالة وجدانية مماثلين للوقت الذي تعرضنا فيه لهذه المعلومة. كما سنستعرض أيضاً باستفاضة في هذا الفصل «ظاهرة طرف اللسان». على سبيل المثال: قد نعرف في حفلة ما الحرف الأول من اسم (شخص أو مكان) نحاول أن نتذكره، أو ما يبدو عليه صوت الاسم، ولكننا قد لا نستطيع الوصول إلى الاسم نفسه.