إسلامه1من اصل22

إسلامه1من اصل22

إسلامه1من اصل22
إسلامه1من اصل22

يجوز أن نبحث عن سبب واحد للعمل الذي يعمله الرجل اليوم وينساه غدًا، أو يكرره كل يوم ولا يلتفت إلى عقباه، أو يلتفت إلى عقباه ولا يتوقع له أثرًا يغير في مجرى حياته. فسبب واحد لعمل من هذه الأعمال كاف ولا حاجة بعده إلى استقصاء.

لكن العمل الذي تتحول به حياة الانسان تحولًا حاسما لن يرجع إلى سبب واحد، ولن نستغني في تفسيره عن عدة أسباب، بعضها حديث وبعضها قديم، ومنها الظاهر الطيع والخفي المستعصي، وقد يجهل صاحبها بعض هذه الأسباب وينسى المهم منها ويتعلق بالهين القريب.

فالرجل الذي يغير موطنه، أو معيشته، أو زيه، لا يفعل ذلك عفو الساعة، ولا تلبية لاقتراح يوحى إليه في مجلس فراغ. وقد يتوهم هو أنه سمع الاقتراح فلباه، وأنه لم يكن ليلبيه لولا ما سمع في تلك اللحظة العارضة. فهجر أهله وترك موطنه وغير صناعته من أجل كلمة.. وانك سائله ساعتئذ: “انك قد هجرت أهلك وتركت موطنك وغيرت معيشتك لأنك لبيت اقتراحًا، فهل تعلم لم لبيت الاقتراح؟”. فاذا سألته ذلك السؤال، رددته إلى نفسه فعلم ان الأسباب الصحيحة وراء ذلك..

وانه لم يتحول لأنه سمع الاقتراح المزعوم، بل سمع الاقتراح ولباه لأنه كان قبل ذلك مستعدًا للتحول ماضيًا في طريقه. ولو سمعه مائة معه لم يكونوا مستعدين مثله، لما عملوا به ولا التفتوا اليه..

وأين تغيير المعيشة والموطن والزي من تغيير العقيدة الدينية؟.

اننا إذا استصغرنا السبب الواحد في تفسير تلك التغييرات فهو لا مراء أصغر من ذلك جدًا في تفسير التحول الحاسم إلى دين جديد.

لأن الانسان إذا غير معيشته فإنما يغير صناعة، وإذا غير موطنه فإنما يغير سمتًا يقوم على كساء، ولكنه إذا غير عقيدته الدينية فقد غير كونه واستبدل به كونًا آخر. وقد غيرنا ماضيه وماضي أهله، وغير حاضره وحاضر أهله، وغير مصيره في الدنيا ومصيره بعد الموت، وغير آراءه ومقاييسه فيما يأخذ وفيما يدع من أمور الحياة وعلاقات الناس،

m2pack.biz