إعادة تشكيل منظومة الزراعة المصرية
ما هي الحلول المقترحة للمشاكل التي ألمت بالمزارع المصري في الآونة الأخيرة؟، ومطالبة الحكومة المصرية بإنشاء مركز لمعلومات نهر النيل، هذا ما تحدث عنه وطالب به الخبير والباحث في شئون البيئة الصحراوية والمائية الأستاذ الدكتور/ مصطفى محمد سعيد (koriem@hotmail.com ) ؛ في المقال التالي.
بداية الفت النظر إلى نقطتين:
الأولى أن ما يقال عن نقص إيراد النهر -نهر النيل -لم يحدث بعد فإلقاء المسؤولية على نقص المياه نوع من التهرب من المسؤولية، وأطالب السيد رئيس الوزراء بإنشاء جهاز معلومات لإيراد النهر يراقب ما يحدث من إنشاءات على مجرى النهر في دول المنبع ويورد بيانا تفصيليا بإيراد النهر وتأثير هذه المنشات علية بصفة دورية.
فما أقيم حتى الآن من سدود لا يتعدى سد لتوليد الكهرباء في أوغندا وسد آخر في السودان وهو سيأخذ من حصة السودان من إيراد النهر وهى 18 مليار متر مكعب كانت السودان تتنازل عنه طواعية لمصر لعدم وجود خطط استصلاح أراضى أما في المستقبل فان الإيراد سيتناقص حتما بعد تنفيذ خطط إقامة السدود في دول المنبع لتلبية احتياجات زراعة ملايين الأفدنة التي استجارتها السعودية والصين وغيرها من البلاد التي أرادت أن تؤمن نفسها من المحاصيل الإستراتيجية ولا تضع نفسها تحت رحمة التقلبات التي لا يعرف متى وأين تحدث؟!
أما الأمر الثاني فهو الخلل الذي حدث في المنظومة الزراعية حيث خرج الفلاح المصري من هذه المنظومة تماما بعد آن أصبحت تكاليف الزراعة تفوق العائد منها.
أما الحل في نظري فهو إعادة تشكيل منظومة الزراعة بالعادة البيت الريفي إلى سابق عهده مكتفيا ذاتيا ويبيع الفائض من إنتاجه هذا الفائض الذي كانت مصر تصدر منه إنتاجها الزراعي
ولمن يريد أن يتأكد عليه العودة إلى إحصائيات الأربعينات فسيجد أن مصر كانت من أوائل الدول المصدرة للحاصلات الزراعية وذلك من فائض إنتاج بيوت الفلاحين وهناك رقم عالق في ذهني حيث كانت مصر تصدر 40 مليون بيضة سنويا، ولم يكن لديها المحطات التي تنتج ملايين البيض كما هو الحادث الآن!!
وكفانا اتجاها إلى المنتجعات والكومبوند التي لم نكن نسمع عنها ولنتجه إلى إنشاء القرى الإنتاجية الحديثة اعتمادا على ما عندنا من كميات مياسة جوفية مؤكدة ولدينا تقرير الدكتور فاروق الباز والدكتور عصام حجي من وكالة ناسا وكذلك الخبراء الوطنيين العالميين من المصريين الذين عملوا في الصحراء الغربية والذين يؤكدون هذه المعلومة كذلك رواد اقتحام الصحراء من المصريين الذين يعملون فعليا في استصلاح الصحراء ويعلمون أكثر من غيرهم بأماكن المياه الجوفية وكمياتها ولنستعيين بهم وليكن لدينا حافز من تجربة ليبيا في الاستفادة من مياهها الجوفية كذلك المخزون من المياه ببحيرة ناصر قبل أن تصبح مقولة “الفقر المائي حقيقة من كثرة ترديد المسئولين لها”.
بل أنى أطالب المسئولين بإعداد خطط الاستفادة من مياه الفيضان التي من الممكن أن تحدث في السنوات القادمة في استصلاح ملايين الأفدنة بدلا من يفاجأوا بالفيضان كما يحدث في كل عام وكأنة يحدث لأول مرة فحسب تصريحات بعض المسؤليين في وزارة الرى فان الفيضان العالى يبلغ 170 مليار متر مكعب وهو ما قد حدث أكثر من مرة في السنوات الماضية وكان نصيبه الإلقاء في البحر.