إغماء مُفاجئ9من اصل10
. بدأ «ميلانوفيا» يقول في نفسه: «هذه المرة الثانية التي أجلس معهم علي الطعام وفي هذه اللحظة يلاحقني شعورٌ لا يوصف بكلمات، ولكن هذا الشعور هو ما يجعلني أتمسك بالبقاء هنا. . يجعلني أشعر بانني علي قيد الحياة. . افتراضًا أنني غادرت هذا الكوكب وعُدت كما أتيت. . هل سأجد هناك نفس هذا الدفء؟ هل أستطيع أن أقنعهم بأن الحياة ليست للعمل فقط؟
لا أعلم إن كنت سأنجح في فعل ذلك ولكن ما أعلمه حقًا أنني لم أجد مثل هذا الدفء والراحة التي أنا عليها الآن ولكن سأترك الأمر لله هو من يدبر أمري.»
انتهوا من الطعام وذهب الجد إلي غرفته مرة أخري. . وجلس «ميلانوفيا» مع «عادل» والبقيه يعيدون الأطباق وما شابه إلي الشقة في الأسفل مرة أخري. . ثم نادت الست «سعاد» علي «ميلانوفيا» وأخبرته أنه تريده في موضوع. . وبالفعل ذهب إليها:
– عاوزة أدّيك حاجة بس مش عاوزاك تكسفني. . ممكن؟
– طبعًا ما أقدرش أكسفك، بس إيه هي الحاجة دي؟
– ده مبلغ صغير. . خليه معاك هتحتاجه.
– أنا مقدر مشاعرك النبيلة. . لكن أنا مش هينفع آخد منك الفلوس دي.
– إنت زي ابني وأنا عارفة إن كل شنطك وحاجتك ضاعت في الموقف. . ويا سيدي اعتبرهم سلف ولما ترجَّع حاجتك أو تروح البنك وتسحب بالبتاعة دي اللي اسمها فيزا إبقي رجعلي فلوسي.
وافق وأخذ المبلغ من يد الست «سعاد» ثم وقف مكانه ينظر إلي الفلوس وكأنه يريد أن يضعها في قلبه أو يضعها بداخل عينه لكي تبقي ذكري أمامه. . ذكري مليئة بالحب. . الحب الذي يأتي من سيدة مسئولة عن بيت بأكمله. . سيدة لا تملك سوي معاش زوجها. . ولكنها لم تتأخر في تقديم المساعدة والعون. . وبعد ذلك الشعور قال لنفسه: «أعتب علي لساني حينما قال إن وجودي في هذا الكوكب عقاب. .