إنتاج فيلم مأخوذ عن رواية «الرجل الخراب» للسوداني بركة ساكن
لندن «القدس العربي» من الصّادق الرضي: المخرج وكاتب السيناريو صدام صدّيق المقيم في فرنسا اختار أن يشتغل فيلمه السينمائي القصير- قيد الاكتمال- على فصل من رواية الكاتب السوداني عبدالعزيز بركة ساكن «الرجل الخراب» صدرت سنة 2015- بعد أن ترجم النص من اللغة العربية إلى اللغة الهولندية. وبركة ساكن المقيم حاليا في النمسا بوصفه من آخر أجيال المبدعين الملتحقين بالإقامة في المنفى، حاز جوائز أدبية عديدة داخل السودان وخارجه، وله أعمال مترجمة إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية ولغات أخرى، يقول صدام صدّيق: «نحن نأخذ هنا خيطاً واحداً فقط من خيوط الرواية المتشعبة، حيث تدور أحداث الفيلم حول نقطة بعينها تتمثل في بلوغ البنت «ميمي» سن النضج وظهور شاب في حياتها، الفيلم مدته نصف ساعة وهو من نوع الدراما العائلية، شخصياته الرئيسية: درويش (هاينرش) السوداني المهاجر إلى هولندا منذ اكثر من عشرين سنة وزوجته نورا الهولندية وابنتهما ميمي وصديقها «توني» الذي تنهض دراما الفيلم بظهوره على مسرح الأحداث».
التجربة شارك فيها عدد كبير من المبدعين في مختلف المهن المتعلقة بصناعة السينما، وبجانب الممثل محمد تروس يشارك من هولندا الممثلة «استر كيفت» والممثل «غليين فان هاست» والممثلة «زاسكيا لوك».
المسرحي السوداني المهاجر محمد ترويس يتعامل مع تجربته في التمثيل بلغة ثانية هي الهولندية، باعتباره مجيدا لها (تحدثا وكتابة) أكثر من ذلك فهو يعمل منذ أكثر من سنتين ممثلا ومدربا في اللغة ذاتها، بالإضافة لمشاركته في عدد من المسرحيات، وهو يعترف بأنها لغة معقدة وأقل سلاسة من اللغتين الفرنسية والإنكليزية، يقول: «اللغة الثانية بالنسبة للممثل تؤثر على أحساسه التلقائي المعتاد في لغته الأم، كنت مرتبكا لسنوات كثيرة في أمر اللغة، مع حرصي واجتهادي لإجادة اللغة، حيث أكون مؤدياً مجوداً وجاذباً، من خلال التجارب والتدريب اكتشفت أن الطريقة التي أتحدث بها اللغة الثانية بوصفي أجنبياً مصدر ثراء فني، وانطلقت بعدها في العمل، أعمل الآن بوصفي ممثلا تدريبيا في أهم مراكز التدريب في هولندا، في العقد الأخير من السنوات أنجزت نحو ثلاثين كورسا في السنة لمؤسسات مثل الشرطة، القضاء، الطب، منظمات مجتمع مدني… إلخ، هذا أكسبني خبرة في مجال بناء القدرات، ومن هنا بدأت أعمل بحرية، وشاركت في السنة الماضية بعمل مسرحي فردي في مهرجان أمستردام وجد قبولا طيبا».
ويستطرد «ترويس» حول حماسه للعمل في هذه التجربة، بوصفه ممثلا رئيسيا: «تضج دواخلي بقصص وحكايا حول تجربة المهجر الحياة اليومية حاولت تقديمها من قبل، لكن في كتابات عبدالعزيز بركة ساكن الممتعة والذكية وجدت أنه يعبر عنّي- حين أرسل لي كاتب السيناريو والمخرج بخصوص مشروع الفيلم- بل وجدت أنه يقرأ أفكاري التي لا أمتلك موهبته الإبداعية في ترجمتها، كتابة». ويضيف: « من المدهش ان المخرج لم يكن مهتما باللغة وهو- في الأصل- لا يتحدث الهولندية، كان اهتمامه موجّها نحو تكوين المشاهد السينمائية وحسب».
الفيلم من إنتاج شركة «سلوفاست برودكشنز»، يقول المخرج صدّام صديق: «من المهم جداً القول بأن هذا الفيلم ينتمي هويةً إلى صُناعه بمعنى أنه ليس فيلما سودانيا أو هولنديا أو فرنسيا، فهو بالمقابل لا جنسية ولا وطن له، تم بناؤه بصرياً بالاستناد إلى العمل الروائي ومجمل ما فيه فني بحت لا بحث فيه ولا رسائل سخيفة ولا شيء آخر وهو لا يعبر عن مجتمعات السودانيين الذين يعيشون في الغرب ولا عن مجتمعات الغرب نفسها، هو فيلم يتحدث عن شخصيات بعينها وأسرة محددة وفيه دراما، وترد فيه مفردات تعتبر خارجة في عرف اليومي ومشاهد، تجعل مشاهدته لمن هم دون سن النضج ممنوعة. سنشارك بعد الفراغ من المونتاج في مهرجانات سينمائية مختلفة بشكل مستقل أو عن طريق شركاء نعتز بمعرفتهم وقدراتهم في دروب المهرجانات».
إنتاج فيلم مأخوذ عن رواية «الرجل الخراب» للسوداني بركة ساكن