إيران تجند “إعلاميين مرتزقة” لتشويه السعودية عربيًا ودوليًا
كشف خبير إعلامي عن تجنيد النظام الإيراني ل “مرتزقة” يعملون في مجال الإعلام لتشويه المجتمع السعودي واختلاق القصص السلبية للإساءة له خاصة في الإعلام العربي الموالي لإيران أو وسائل الإعلام الغربية الناطقة بالفارسية مثل ال BBC وأيضًا في الإعلام الغربي عمومًا.
وحذر الأستاذ حامد الكناني الذي سبق له العمل في بعض الوسائل الإعلامية الغربية إضافة إلى أنه محلل استراتيجي للقنوات الفضائية، في اللقاء الذي نظمه ملتقى إعلاميو الرياض “إعلاميون” أمس تحت عنوان: “مصادر الإعلام الإيراني في تشويه الصورة السعودية.. وكيفية مواجهته؟”، وذلك في مقر الجامعة العربية المفتوحة بالرياض، بحضور عدد كبير من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الإيراني، من المكينة الإعلامية الإيرانية التي تترصد كل السلبيات و”التوافه” التي يقوم العامة بتناقلها على الجوالات “الواتس آب” أو قنوات التواصل الاجتماعي أو مواقع الإنترنت.
وقال الكناني: إن الفيديو السلبي أو التغريدة العادية التي تتم من شخص في موضوع غير مألوف أو غير منطقي أو حتى صورة بسيطة، تتحول في دقائق معدودة إلى مادة سخرية وتهكم ونقد متعمد وبلغات عدة موجهة للإعلام الغربي. وأضاف أن الإيرانيين لديهم “عملاء” صنعتهم خلال سنوات داخل الوسائل الإعلامية والمجتمعات الغربية، مهمتهم الأولى تحسين صورة إيران وأنها “الحمل الوديع”، وفي المقابل تشوه المجتمعات العربية وتحديدًا السعودية والبحرين ودول الخليج، واصطياد “توافه” و”غرائب” أفراد المجتمع وتضخيمها بشكل مضلل جدًا ومشوه.
واستعرض الخبير في الشأن الإيراني، أمام الإعلاميين والحضور، عددًا من النماذج والقصصات والقصص التي فبركها الإعلام الإيراني بهدف الإساءة إلى السعودية وشعبها، موضحًا أن الإعلام الإيراني الناطق بالعربية يزخر بمثل هذه البرامج، ويمكن رصدها ومشاهدتها من خلال بحث بسيط في محركات البحث المعروفة على شبكة الإنترنت.
وأشار الأستاذ حامد الكناني إلى أن كل التيارات الإيرانية سواء المتشدد منها أو الإصلاحي أو حتى القومي، وإن تناحرت فيما بينها وفي شأنها الداخلي، إلا أن موقفها العدائي واحد من العرب والسعوديين خصوصًا، وهذا العداء متجذر وتاريخي في كينونة الإنسان الفارسي الذي ينظر للعرق العربي على أنه عدو تاريخي ولا يمكن حتى قبوله تحت مظلة الدين الواحد.
وبعد هذا الحديث من الضيف، فتح الإعلامي سعود الغربي رئيس الهيئة الاستشارية للملتقى “إعلاميون” الذي أدار اللقاء، الفرصة للإعلاميين للأسئلة والمداخلات والتعليقات الخاصة بموضوع اللقاء، حيث أوضح المحلل السياسي مبارك العاتي أن العداء مع إيران والعرق الفارسي ليس عداء فرديًا مع السعودية تحديدًا، بل هو عداء مع الدول العربية كافة وأن الموقف الصفوي العنصري واحد، وأن تركيزه على السعودية حكومة وشعبًا نتيجة أن هذه الدولة هي رأس الحربة التي تقف في وجه أطماعهم ومشاريعهم التوسعية في المنطقة، معتقدين أنهم في حال استطاعتهم كسر هذه الحربة بأي شكل سيلتهمون العرب جميعًا، وذلك بحسب تعبيره.
ووجه العاتي دعوته للشعوب العربية والحكومات العربية أن تعي هذا العداء وهذا الغزو الفكري والديني والاقتصادي والسياسي والعسكري، وأنه موجه للأمة العربية والدول العربية كافة، وأنه يجب عليهم الاتحاد والوقوف الجماعي أمام هذا المد الصفوي.
من جانبه، تساءل سعود القحطاني مدير إدارة الإخراج بإذاعة الرياض، عن سبل مواجهة هذا الإعلام المشوه وأن على الإعلاميين السعوديين العمل بشكل مؤسسي وأن يبتعد عملهم عن العمل الفردي. وعلق المتخصص في الشأن الإيراني بأن من الحلول العملية إنشاء إنترنت داخلي تحقق لأفراد المجتمع الفضاء المناسب للنشر والتداول في خصوصيتهم وألا تتسرب إلى الخارج، وأن هذا الآلية معمول بها في دول كثيرة من أبرزها الصين وإيران نفسها.
أما الإعلامي بندر السليس، فأشار إلى أن هناك مبادرات جيدة من بعض المبتعثين السعوديين في الخارج لتقديم الصورة الإيجابية عن المجتمع السعودي، وتصحيح المغالطات التي ينشرها الإعلام الغربي داخل مجتمعاتهم، مؤكدًا أن هذه المبادرات ليست كافية وتحتاج للدعم والتعزيز وأيضًا التشجيع.
من جهته، قال الإعلامي محمد الغامدي: إن السعوديين هم من ينتج وينشر الرسائل السلبية عن المجتمع السعودي، وأنه من خلال تجربته ولقاءاته مع الإعلاميين من الدول الأخرى وخاصة الأوروبية، تبين أن معلوماتهم مغلوطة وأن مصدرها السعوديين نفسهم.
وفي ختام اللقاء تحدث نائب رئيس ملتقى إعلاميي الرياض “إعلاميون” الدكتور على العنزي، عن تقديره لاستجابة المحلل الاستراتيجي الأستاذ حامد الكناني لدعوة الملتقى، مبينًا أن اللقاء يأتي في أول قائمة اللقاءات والندوات للملتقى خلال السنة الجديدة 2017، وأن الملتقى لديه مبادرات نوعية ومميزة في إقامة العديد من المناشط الإعلامية التي تخدم الوطن وأبناء هذا القطاع الحيوي. وثمن الدكتور العنزي للجامعة العربية المفتوحة توقيعها للشراكة المجتمعية والإعلامية مع الملتقى لتستقبل بين الفينة والأخرى نخبة إعلامية ومجتمعية يقدمون إضاءاتهم وأطروحاتهم التي تجير للوطن ومصلحة المجتمع عامة خاصة في إطار المسؤولية المجتمعية.
ودعا الدكتور العنزي جميع المؤسسات العلمية والحكومية والأهلية، إلى المبادرة مثل الجامعة العربية المفتوحة، للمساهمة المجتمعية وأن تكون حاضنة للمناشط والفعاليات ومنارات فكر وعطاءً متجددًا ويحقق المصالح الوطنية والمجتمعية.