والفضيله تكون حيث تؤدى قوى الانسان وظيفتها . ولما كان الانسان يجمع بين الشهوة والعقل ، فان الفضائل صنفان ، احدهما يتمثل فى التغذى والحس ، والثانى يتمثل فى حياة التامل العقلى ، ومن ثم تصبح فضيلة الصنف الاول ف السيطرة على الشهوات والاهواء بواسطة العقل ، وفضيلة الصنف الثانى فى حياة التامل وهى اسمى من الاول بكثير . والسعادة بصفه عامة تجمع بين هذين الصنفين .
ومن نظرته الى هذه الثنائية فى الانسان ، اى الشهوة والعقل ، فان الفضائل نوعان احدهما عقلى والاخر اخلاقى (فالفضيلة العقلية تكاد تنتج دائما من تعليم ، واليه يسند اصلها ونموها ، ومن هنا يجئ ان بها حاجة الى التجربة والزمان . واما الفضيلة الاخلاقية فانها تتولد على الاخص من العادة والشيم ، ومن كلمة الشيم عينها بتغيير خفيف اتخذ الادب اسمه المسمى به ) .
فليست الفضيلة طبيعية اذن ، ولكن الطبيعى فينا قوى واستعدادات ( فالفضائل ليست فينا بفعل الطبع وحده ، وليست فينا كذلك ضد ارادة الطبع ، ولكن الطبع قد جعلنا قابلين لها ، وان العادة لتنميها وتتمها فيها ، ومن هذه العبارة ندرك اهمية التريبة عند ارسطو ، فالفضيلة تتعلم كما يتعلم اى فن ( باتيان افعال مطابقة لكمال ذلك الفن . وتفقد باتيان افعال مضادة . والافعال المطابقة تخلق ملكات او قوى فعلية تجعلنا اقدر على اتيانها . معنى ذلك بلغة ارسطو اننا لا