الشجاعة : وسط بين الجبن من جهة والتهور من جهة أخرى .
العفة : وسط بين الشره من جهة والخمود من جهة أخرى .
العدالة : وسط بين الظلم من جهة وتحمل الظلم ( الانظلام ) من جهة أخرى .
ويرى مسكوية فى معرض دراسته للفضائل ، أن الانسان لا يمكنه تحقيق الفضائل والوصول الى السعادة ، اذا عاش وحده اذ أنه يحتاج الى معاونة الآخرين له . بمعنى أن الانسان اجتماعى بطبعه ، أو مدنى بطبعه .
( 3 ) الأخلاق منظورا اليها نظرة اجتماعية :
ومن هنا ينقد مسكوية مسلك الزهاد الذين يؤثرون الحياة فى عزلة بعيدا عن غيرهم من الناس ، وهذا ان دل على شئ ، فانما يدلنا على نزعته الاجتماعية .
فهو يرى أن الزاهد يعد جائزا على غيره ، لأنه يعتمد على الناس حتى فى حاجاته الضرورية ويطلب منهم أن يعاونوه فى الوقت الذى لا يقدم فيه معونة لهم . وهذا يعد جورا وعدوانا ، اذ أن الانسان كما يأخذ ، لابد أن يعطى .
يقول مسكويه مؤيدا هذا المعنى فى كتابه ( الفوز الأصغر ) : ان الانسان لم يخلق خلق من يعيش وحده ويتم له البقاء بنفسه ، كما خلق كثير الوحوش والبهائم والطيور وحيوانات الماء لأن كل واحد من تلك خلق مكتفيا بنفسه غير محتاج فى بقائه الى غيره ، بل قد أزيحت علة فى جميع ماتتم به حياته خلقه والهاما . واذا كان هذا هو شأن بعض