الفرد فى تلهف ( ما الذى يجب ان اعمله لاكون على سنن الاخلاق ؟ واى موقف اقفه من الماضى ؟ واى قرار حاسم ( اسير عليه فى الحال ) .
اى بعبارة اخرى ،انه لا بد من مبادئ يمكن الاستناد اليها عند الحاجة ، وهذه الضرورة هى التى الجات الاخلاقيين من اصحاب المذاهب الماثورة الى وضع المبادئ الاخلاقية ، بينما لسان الحال المذهب عند امثال ليفى بريل لا يقدم لنا جوابا بل يدعونا الى الاضطراب زكانه يقول : ( ان الاجيال المقبلة سوف تعيش فى عصر بلغ فيه علم العادات مبلغ الكفاية من التقدم ، انهم سيكونون فى احوال كافية لكى يميزوا بجلاء ما كان يجب ان يتبع فى هذه الظروف الحاضرة . اما انتم يا ابناء هذا الزمان فما انتم سوى بواكير زمن لا يزال هو ايضا فى دور طفولته . انكم لن تقدروا على ان تعرفوا معرفة علمية ما هو الخير لكم فيما يجد لكم من احوالكم . اعملوا ، اذن مايبدو انه الاحسن حسب ما توحيه اليه طباعكم ، وماثور تعاليمكم الاخلاقية ، خطا كان ذلك ام صوابا على قدر مايتيحه الحظ ) .
ان الاستعدادات الاخلاقية فى الانسان لا يمكن تفسيرها بواسطه هذه الدراسات المقترحة لعلم العادات الاجتماعية ، بل ربما ادت هذه الدراسات الى هدم مشاعرنا الاخلاقية واتلافها ، والدليل على ذلك ان اصل المشاعر الاخلاقية بفطرتها تثور ضد الزنا بالمحارم ، دون حاجة الى ارجاع اصلها الى معتقدات البدائيين البعيدة عن المنطق بل البالغة