المادة ثايرا فى توجيه الفرد وتشكيل المجتمعات .
ويؤكد انه حتى اذا سلمنا بان الاوضاع الاجتماعية والاحوال الاقتصادية تنشا عنها قيم تتغير بتغيرها فى المجتمع الواحد ، ولكن ذلك لا يمنع من الاقرار بان وراء هذه القيم المرتبطة بظروفها قيما انسانية يلتقى عندها الناس فى كل زمان ومكان .
يتضح ذلك اذ ان الفكر اسبق من العامل الاقتصادى . كما يذكر استاذنا الدكتور محمد ابو ريان وتجربة ماركس نفسه تبرهن على صدق هذه المقولة حيث وجدت الثورة البلشفية فى روسيا القيصرية ارضا خصبة فى مجتمع ساد فيه الفقر والحاجة والعوز والاستبداد مع حداثة عهده فى التكوين السياسى والدينى .
ويضيف الى ذلك ان الثوره الماركسية لم تتحقق عن طريق الصراع بين الطبقات بل بالقوة الغاشمة وبالانقلابات العسكرية ضد ارادة الشعوب ومعارضة لعملية الرفع التاريخى الواقعى .
ان العلم والاخلاق اذن – كما يقول كونت هما اللذان يوجهان الحياة الاجتماعية الى ما هو اسمى من الاهداف الاقتصادية . واذا كان كل حادث تاريخى ينطوى على عنصر اقتصادى الا انه من الخطا ارجاع التطور التاريخى كله الى عوامل اقتصادية بحتة .