حلت به المصائب التي حلت ببرنامس ولايكون ايضا شقيا ولاسريع التنقل من ذلك لأنه ليس ينتقل عن السعاده بسهوله ولاتنقله عنها الاوقات اليسيره بل لاتنقله عنها الافات العظيمه الكثيره،وليس يكون سعيدا اذا نالته هذه الامور زمانا يسيرا يل اذا ظفر بأمور جميله فى زمان طويل .

ثم قال بعد قليل : وأما حال الانسان بعد موته فالقول بأن الافات التي تعرض ﻷولاد الميت وأصدقائه بأجمعهم ليست تتعلق به أصلا مضاد لما يعتقده جميع للناس .

واذاكانت الامور العارضه لهؤلاء كثيره متيقنه وكان بعضها يتعدي الي الميت اكثر،وبعضها اقل صارت قسمتنا اياها الي الاشياء الجزئيه بلانهايه .

واما اذا قيل قولا كليا وعلي طريق الرسم فخليق ان نكتفي بمانقوله فيها وهوا انه كما ان الافات التي تعرض للميت ف حياته بعضها يثقل عليه احتماله ويثلم ف سيرته وبعضها يخف عليه احتماله كذلك يكون حاله فيمايعرض لأولاده وأصدقائه وكل واحد من العوارض التي تعرض للاحياء مخالف لنا يعرض لهم اذا ماتوا اكثر من مخالفه كل مايضرب به المثل ويشبه ان كان يصل اليهم من هذه الاشياء شئ خيرا كان او شرا ان يكون يسيرا نزرا بمقدار مالايجعل غير السعيد سعيدا ولاينتزع السعاده من السعداء هذا حل أرسطو طاليس للشك الذي أورده .

12- لذه السعاده :

ولماقولنا أن السعاده ألذ الاشياء وأفضلها وأجودها وأوضحها وجب أن نبين وجه اللذه فيها بأتم بيان كما قولنا فيما مضي .

إن اللذه تنقسم الي قسمين أحدهما لذه إنفعاليه والاخري لذه فعليه أي فاعله .

فأما اللذه الانفعاليه فهي شبيهه بلذه الاناث واللذه