ونلاحظ أن ” مسكوية – يتبع أفلاطون وأرسطو – عندما يضع فضيلة العلم فوق كل الفضائل . ولكنه لا يعفى الحكمة من تطبيق مبدأ ” الوسط ” عليها فهى فى نظرة وسط بين السفه والبله ” .
والسفه هو استعمال القوة الفكرية فيما لا ينبغى ، أما البله فهو تعطيل هذه القوة . والعلم الذى يعم نفعه ، وتنتشر آثاره بين الناس جدير بأن يكسب صاحبه مكانه تجعله معقد الرجاء والاحترام فى الدنيا والآخرة ، بحيث يلجأ اليه فى هذه الحياه بغية الانتفاع والاستضاءة بعلمه ، ويوقر فى الآخرة ، بحيث يلجأ اليه فى هذه الحياه بغية الانتفاع والاستضاءة بعلمه ، ويوقر فى الآخرة لأنه يتمتع بفضيلة انسانية ملكية أى مشابهة لفضيلة الملائكة .
أما فيما يتصل بالعدالة ، فيحدثنا ” مسكوية ” بأنها فضيلة للنفس ” تحدث لها من اجتماع هذه الفضائل الثلاث التى عددناها ؟ وذلك عن مسالمة هذه القوى بعضها للبعض ، واستسلامها للقوة المميزة ، حتى لا تتغالب ولا تتحرك لنحو مطلوباتها على سوم طبائعها ويحدث للانسان بها سمة يختار يها أبدا الانصاف من نفسه على نفسه أولا ، ثم الانصاف والانتصاف من غيره “