كونه طبيعيا أو غير طبيعى . ويتبنى الرأى القائل بأمكان تبدل الخلق وانتقاله ، وذلك كما يشهد الحس والعقل وظواهر الحياة ، وما وضع من سياسات ونظم تربوية ، ويحكى مسكوية عن جالينوس رفضه لمزاعم من يرى خيرية الطبيعة الانسانية خيرية مطلقة ، ثم امكان صيرورتها شريرة بالمخالطة ورفضة لرأى من قال : ان الناس أشرار بالطبع ، وانما يصيرون أخيارا بالتأديب والتعليم . وحيث رفض جالينوس هذين الرأيين – فيما يحكى مسكوية – فانه أعلن أن من الناس من هو خير بالطبع ، ومنهم من هو شرير بالطبع ، ومنهم من هو متوسط بين الخيرية والشرية ، وزعم جالينوس أن هذا من الأمور الواضحة ، لأن من الناس فعلا من هو خير بالطبع – وهم قليلون – وهؤلاء لا ينتقلون الى الشر مهما كانت الظروف ، ومنهم من هو شرير بالطبع – وهم كثيرون – وهؤلاء لا ينتقلون الى الخير ، ومنهم من هو متوسط بين هذين ، وهؤلاء يمكن تحويلهم الى أى من الجهتين تبعا لصفات من سيخالطون : فاذا كانوا أخيارا فانهم سيتحولون الى الخير ، واذا كانو أشرارا فسيتحولون الى الشر .
وينتفع مسكوية بكل من جالينوس وأرسطو فى تأليف برهانه المنطقى الدال على قبول الخلق للتغيير ، ولكنه يبدو مؤيدا لفكرة اختلاف المستويات فى قبول التخلق الفاضل ، والتحلى بالآداب ، فالناس فى ذلك مراتب كثيرة مشاهدة لنا جميعا . ويرى مسكوية بحق أن الأخلاق تظهر على الأطفال بصورة أوضح ، لأنه ” لا يسترونها برؤية ولا