غيره. وكذلك يكون حال الغير إلي أن يصل إلي محرك لا يتحرك وهو أول المحركين .
وأيضا فقد كان تبين أن لكل جسم طبيعه ، وتبع ذلك أن له حركه أيضا إذ الحركه آيه الطبيعه. فليس يجوز أن يكون المحرم الأول متحركا لأنه لوكان متحركا كان له محرك، ولم يكن أول. وقد قلنا أنه أول ، فهذا خلف ، ومن هنا تبين أنه ليس بجسم ، لأن الجسم متحرك ويلزمه ما ذكر .
في أنه واحد:
فأما أنه واحد ، فٱنه يتبين علي هذه الجهه فنقول : إنه لو كان الفاطون أكثر من واحد ، للزم أن يكونوا مركبين ، وذلك أنهم اشتركوا في أنهم فاطون ، واختلفوا في الذوات ، ولابد من أن يكون الشئ الذي به خالف احدهم الاخر غير ماوافقه له ، فيجب أن يكون كل واحد منهم مركبا من جوهر وفصل .
والتركيب حركه لأنه اثر ولا بد له من مؤثر علي مابين من قبل ، فيجبب من ذلك أن يكون للفاعل فاعل وهذا يمر بلا نهايه .
فبالضروره يرتقي إلي فاعل واحد .
ويعرض من هذا الموضوع ، بعد أن نحقق أن الفاعل واحد – موضع شك وهو ان يقول القائل : كيف يمكن أن تحدث أفعال كثيره مختلفه من فاعلي واحد لاسيما ومن تلك الافعال ماهو متضاد أيضا ، لأنه من البين أن الواحد البسيط يفعل فعلا بسيطا .
فنقول : أن الجهات التي يمكن بها أن يفعل الفاعل الواحد فعالا مختلفه كثيره أربع جهات :