ابن مسكويه 64 من 297

ابن مسكويه

أحدها: أن يكون مركبا من أجزاء وقوي كثيرة.

  الثاني: أن تكون أفعاله من المواد مختلفة.

    الثالث : أن تكون أفعاله بالالات .

الرابع : أن تكون افعاله ليس بذاته فقط ، بل بمتوسطات من أشياء أخر .

أماالتركيب من أجزاء وقوي كثيره فمنزلة الأنسان الذي يفعل أفعالا بعضها بالشهوه وبعضها بالغضب وبعضها بالعقل .

وأما الذي يفعل أفعالا كثيره بالات كثيره فمثل النجار ينحت بالقدوم ويثقب بالمنقب .

وأما الفاعل الذي يفعل أفعالا كثيره من مواد مختلفه، كالنار تلين الحديد وتصلب الطين.

وأما الذي يفعل أفعالا كثيره بعضها بذاته وبعضها يتوسط أشياء غيره علي طريق العرض ، فبمنزلة الثلج يبرد بذأته ويسخن بطريق العرض وتوسط غيره .

وذلك أنه يكشف بذلك التبريد فيقبض فيحقن الحراره ويسخن الشيء تلمبرد ، فيكون تسخان الثلج بتوسط غيره .

وليس يمكن أن يكون الفاعل ذا قوي كثيره لأنها توجب الكثره والتركيب ، وقد أبطلنا ذلك. ولايمكن أيضا أن يفعل أفعالا كثيره بالات كثيره لأن تلك الالات الكثيره لاتخلو من أن تكون مفعولة فعلي أي وجه فعلها الواحد ؟ وهذا.محال.

  وإن لم يكن مفعولا . وجب من ذلك أن يكون أثر من غير مؤثر ،

m2pack.biz