اذا بدون أفكارهم الثاقبة وأخليتهم المجنحة يصبح تقدم الدنيا عرضة للشك ، ولكن لابد عند تقدير أهميتهم من النظر الى الوسط الاجتماعى الذى ظهروا فيه ، وقد دافع أرسطوا عن العبودية وهو من كبار مفكرى العصور القديمة لأنها كانت جزاء من النظام الاجتماعى فى عصره ، ولا يمكن أن نتصور ظهور مثل فدياس فى الصين أو مثل ليونار دوفنشى فى غير عصر احياء العلوم ، وأكثر التأثيرات المعزوة الى العظماء كانت الى حد كبير نتيجة قوى كانوا هم آلة فى تحقيقها ، ولقد شيد قيصر الدولة الرومانية ولكنها كانت فى طريق التحقيق قبل ظهورها ، والعظيم لا يؤثر فى المجتمع الا اذا كان المجتمع مستعدا لقبول تأثيره ، وأهم ميزاته أنه تتركز فيه نزعات عصره وتلتقى مختلف تياراته فهو ممثل لعصره أكثر مما هو خالق له .
وكتبه
كامل محمد محمد عويضة
جمهورية مصر – المنصورة – غربة
الشال – ش جامع نصر الاسلام