ويلفت مسكويه النظر إلي أنه قد يعتقد البعض أن الجمادات لا تتحرك وليس هذا صحيحا لأن هذه الجمادات إذا كانت حركتها من ذاتها وجب أن لاتسكن من ذاتها بل من الخارج ، ومن ثم تكون عن طريق محرك آخر .
وهكذا نجد أنالجمادات أيضا تقضي- كي تتحرك أو تسكن أو تجتمع أو تفترق – محركا يحركها ، ولا يمكن أن تكون حركتها ابتداء ….. أن الشئ الذي يحرك شيئا آخر ما أن يحركه مباشرة ، كما تحرك القدم الحجر مثلا ، واما أن تحركه مع وجود عده وسائط .
فالنفس تحرك اليد ، واليد تحرك رافعه والرافعه تحرك حجرا .
فبين تحريك الحجر وسائط إلا أنه مهما نظرنا إلي هذه الوسائط فلا بد أن تكون متناهيه .
فإذا نظرنا ابتداء من المتحرك وجدنا أنه للقول بعله متحركه لا بد أن تنتهي عند عله .
ولا يمكن أن يقال أن الوسائط لامتناهيه وإلا لم نستطيع ان نقول بأن الحركه عله.وإذا نظرنا إلي المساله من ناحيه المحرك وجدنا أنه كلما نصل إلي شي يتحرك ، لابد أن تكون الوسائط بين المحرك الذي هو هنا أول وبين الشي الذي نقول أنه من حركه ، نقول لابد ان تكون متناهيه.
وهكذا لابد أن نصل إلي محرك لا يتحرك أو إذا تحرك فإنما يتحرك بنفسه) ( عبد الرحمن بدوي : أرسطو ) .
إن سلسله العلل والمعلولات لابد أن تكون متناهيه حتي يستطيع ان نفسر الحركه كمعلول لعله هي المحرك ، لأن المحرك لايمكن ان يحرك مايحركه إذا كانت الوسائط بينه وبين مايحركه لامتناهي .