ابن يعيش النحوي
من كبار العلماء في النحو العربي في القرن الثاني عشر والثالث عشر ، فصل كتاب الزمخشري فاشتهر به ، هو ” أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش بن أبي السرايا ” ويعودج بنسبه إلى ” ابن حيان الأسدي ” ، كانت أسرته من الموصل بالعراق ، وانتقلت إلى حلب بالشام ، ولد ” ابن يعيش ” في حلب عام 643 هـ / 1159 م ، وعاش فيها ، ولقب بـ( ابن الصائغ ) ، واشتهر بأنه من أكابر علماء النحو العربي والتصريف ، ارتحل إلى بغداد ليلتقي بالعالم ” ابن الأنباري ” ويتعلم على يديه ، لكن خبر وفاته وصله وهو في الموصل ، فبقي فيها يتعلم على ” أبي الفضل الطوسي ” ثم على ” القاضي أبي الحسن بن الطرسوسي ، والشيخ التكريتي ، وأبي العباس المغربي ” .
في حلب ، سمع عن الشيخ ” أبي اليمن الكندي تاج الدين ” في دمشق فارتحل إليها وبقي فيها فترة يتعلم ، حتى أصبح مؤهلاً لتعليم اللغة العربية والأدب في حلب ، وشغل منصب شيخ الجماعة في المدينة وكان مجلسه فيها ملتقى الطلاب والعلماء والفقهاء ، تم حجز مكان له في الجامع الكبير في مقصورته الشمالية ليقوم بالتدريس كل يوم بعد صلاة العصر .
كان يتقن فن التدريس ، ونقل أنه كان ( لطيف المعشر ، صبوراً على الطلبة ، قادراً على التكيف مع متطلبات العصر والأجيال المتتالية معه ) ، وقد ظل يدرس حتى شاخ وتوفي عام 553 / 1245 م في حلب ودفن في المقام المنسوب إلى سيدنا ” إبراهيم الخليل ” .
شرح ” ابن يعيش ” كتاب ( المفصل ) الشهير للزمخشري ، شرحاً كاملاً ، بالرغم من صعوبته البالغة ، كما شرح ( تصريف الملوكي ) للعالم النحوي ” ابن جني ” ويقال إن معظم علماء الشام كانوا من تلامذته .